+ A
A -
محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربون لا أحد يستطيع اليوم إنكار التغيّر الكبير الذي أحدثته جائحة كورونا على حياة الإنسان وعلى نسق الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية بشكل خاص. إنّ عمق هذا التغيير يتأتى من قدرة الوباء على شلّ عدد هامّ من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وتسببه في خسائر فادحة في الأرواح والثروات على مستوى العالم. تحوّل التواصل الاجتماعي المباشر الذي هو عنوان الوجود البشري وأصل الاجتماع الإنساني إلى جسر عبره يعبر الفيروس القاتل. تمّ التحذير من التواصل المباشر ثم تمّ منعه ووقع تعويضه بالتواصل الرقمي الذي اكتسح الفضاءات البشرية من التعليم إلى العمل إلى التجارة. على الواجهة الأخرى دارت بين الدول والمختبرات والجامعات حرب ضروس من أجل الظفر باللقاح لكنّ الفيروس نجح في التحوّر أكثر من مرّة لينتج سلالات أشدّ فتكا.
أمام محدودية القدرة البشرية على إنتاج كمية كافية من اللقاحات فإنّ الفجوة الكبيرة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة آخذة في الاتساع كما أن تسارع موجات الوباء يوحي بأننا أمام ظاهرة جديدة ستغيّر من نمط حياة المجتمعات ومن طريقة عيشنا بشكل جذري. لا يقتصر ذلك على حرب اللقاحات وما تخفيه من تصوّر النظام العالمي الجديد لمستقبل التنازع الدولي بل يمتدّ ذلك ليشمل مسألة الأمن الصحي بما هو جزء لا يتجزأ من الأمن الاستراتيجي لكل دولة.
أعاد الوباء أيضا ترتيب الأولويات داخل المجتمعات بأن صار تحصين المجتمع من الموت الزاحف من وراء الحدود أولوية قصوى قادرة وحدها على تأمين ملايين مواطن الشغل. لقد كانت الأوبئة مادة تدرّس في حصص التاريخ لكنها صارت اليوم واقعا يعاش ووضعا يواجهه الإنسان كل يوم بكل مخاطره واحتمالاته. الثابت هو أن الإنسانية ستعيش مع الفيروس الجديد ومع تحولاته مدّة طويلة خاصة أن الطفرات الجديدة منه لا تكاد تتوقف وهو الأمر الذي سينسحب على طرق التواصل الاجتماعي وعلى الدورات الاقتصادية وطرق عيش ملايين البشر. هذا الوضع يوجب على الدول قراءة كل الاحتمالات المستقبلية الممكنة خاصة أنّ الفضاءات الموازية وخاصة منها الفضاءات الرقمية والتكنولوجيات البديلة مثل الذكاء الاصطناعي والتواصل عن بعد صارت تفرض نفسها بقوة كبدائل وحيدة قادرة على منع انتشار الوباء ونقله.
الوباء الأخير درس على هشاشة المجتمعات البشرية ومثال حيّ على خطورة التجارب الجرثومية وعلى محدودية القدرات العلمية في إيقاف الموجات الوبائية وهو الأمر الذي يفرض على العالم إعادة النظر في حدود التجارب العلمية وفي خطورة التلاعب بالمكونات المجهرية للعناصر الطبيعية.
أستاذ مشارك بجامعة السوربون لا أحد يستطيع اليوم إنكار التغيّر الكبير الذي أحدثته جائحة كورونا على حياة الإنسان وعلى نسق الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية بشكل خاص. إنّ عمق هذا التغيير يتأتى من قدرة الوباء على شلّ عدد هامّ من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وتسببه في خسائر فادحة في الأرواح والثروات على مستوى العالم. تحوّل التواصل الاجتماعي المباشر الذي هو عنوان الوجود البشري وأصل الاجتماع الإنساني إلى جسر عبره يعبر الفيروس القاتل. تمّ التحذير من التواصل المباشر ثم تمّ منعه ووقع تعويضه بالتواصل الرقمي الذي اكتسح الفضاءات البشرية من التعليم إلى العمل إلى التجارة. على الواجهة الأخرى دارت بين الدول والمختبرات والجامعات حرب ضروس من أجل الظفر باللقاح لكنّ الفيروس نجح في التحوّر أكثر من مرّة لينتج سلالات أشدّ فتكا.
أمام محدودية القدرة البشرية على إنتاج كمية كافية من اللقاحات فإنّ الفجوة الكبيرة بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة آخذة في الاتساع كما أن تسارع موجات الوباء يوحي بأننا أمام ظاهرة جديدة ستغيّر من نمط حياة المجتمعات ومن طريقة عيشنا بشكل جذري. لا يقتصر ذلك على حرب اللقاحات وما تخفيه من تصوّر النظام العالمي الجديد لمستقبل التنازع الدولي بل يمتدّ ذلك ليشمل مسألة الأمن الصحي بما هو جزء لا يتجزأ من الأمن الاستراتيجي لكل دولة.
أعاد الوباء أيضا ترتيب الأولويات داخل المجتمعات بأن صار تحصين المجتمع من الموت الزاحف من وراء الحدود أولوية قصوى قادرة وحدها على تأمين ملايين مواطن الشغل. لقد كانت الأوبئة مادة تدرّس في حصص التاريخ لكنها صارت اليوم واقعا يعاش ووضعا يواجهه الإنسان كل يوم بكل مخاطره واحتمالاته. الثابت هو أن الإنسانية ستعيش مع الفيروس الجديد ومع تحولاته مدّة طويلة خاصة أن الطفرات الجديدة منه لا تكاد تتوقف وهو الأمر الذي سينسحب على طرق التواصل الاجتماعي وعلى الدورات الاقتصادية وطرق عيش ملايين البشر. هذا الوضع يوجب على الدول قراءة كل الاحتمالات المستقبلية الممكنة خاصة أنّ الفضاءات الموازية وخاصة منها الفضاءات الرقمية والتكنولوجيات البديلة مثل الذكاء الاصطناعي والتواصل عن بعد صارت تفرض نفسها بقوة كبدائل وحيدة قادرة على منع انتشار الوباء ونقله.
الوباء الأخير درس على هشاشة المجتمعات البشرية ومثال حيّ على خطورة التجارب الجرثومية وعلى محدودية القدرات العلمية في إيقاف الموجات الوبائية وهو الأمر الذي يفرض على العالم إعادة النظر في حدود التجارب العلمية وفي خطورة التلاعب بالمكونات المجهرية للعناصر الطبيعية.