دخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على صَفيّة بنت حُيي فوجدها تبكي فقال لها: ما يُبكيكِ؟
فقالت: قالتْ لي حفصة إني ابنة يهودي!
فقال لها: إنكِ لابنةُ نبيٍّ، وإنَّ عمكِ لنبي، وإنكِ لتحت نبي، فبمَ تفخرُ عليكِ؟
ثم قال: اتقي اللهَ يا حفصة!
المرأة رقيقة بطبعها، كيف لا وهي مخلوقة من ضلعٍ قرب القلب! عاطفية حتى أبعد حد، هذا لأن المهمة العظيمة التي أرادها لها الخالق العظيم تتطلبُ هذه العاطفة، لهذا تجدها تبكي لأصغر المواقف، وهذا لا علاقة له بالتفاهة، وضعف الشخصية كما يحسبُ الجهلاء بنفسيات النساء، على العكس تماماً، لا يتعارض أبداً أن تجد تلك الرقيقة التي كانت تبكي ذات ضيقٍ أن تكون لبؤة شرسة وتواجه الأيام باقتدار كما يفعل الرجال، كل ما في الأمر أنهنَّ الجزء العذب والرقيق من البشرية، والبكاء إحدى طرقهن للتعبير عن هذه الرقة، واستجلاب الاهتمام، فلا تفرطوا في مواقف بكائهن، هي فرصة سانحة لامتلاكهن من الداخل، فالمرأة لا تُمتلك إلا من قلبها! وإياكم والإعراض عن لحظات بكائهن، واعتبار الأمر تافهاً ولا يستحقّ، وانظروا إلى فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم كيف يهتم: ما يُبكيكِ؟!
فلما أخبرته، طيّبَ خاطرها، وأسمعها ما يرضيها، ثم لم يرضَ بالخطأ!
في الحادثة نشهدُ ما يكون بين الضرائر من مناكفات، وهذا لا علاقة له بمستوى الإيمان، وإنما مردّه إلى الطبع، والفطرة البشرية، طبيعة المرأة أن تغار من ضرتها مهما بلغتْ من الإيمان عتياً، وقبل هذا بقرون طويلة غارتْ سارة من هاجر غيرةً شديدة أصابت إبراهيم عليه السلام بضيق الصدر، هذا وسارة المرأة الطاعنة في الإيمان والتوحيد!
ويا لجبر الخواطر في لحظات الحزن ما أعذبه على الناس!
انظروا لمشاكل الحياة من هذا الباب، إنها فرصة للتكاتف وجبر الخواطر، واظهار الاهتمام والحُب!
موقف حياتي رتيب، غيرة تخرجها عن طورها، عمل منزلٍ ينهكها، مشاكل أولاد تتعبها، هي فرصتك السانحة لتكون القلب الكبير الذي يواسي، والصدر الحنون الذي يسع، والكتف الدافئ الذي يسند، مارس رجولتك وقوامتك، اطبعْ على جبينها قُبلة، وأخبرها أنك تهتم، عانقها وأخبرها أنها عزيزة عندكَ وأنها لا تهون، قُلْ لها أنا معكِ، وقوي بكِ، ولا أستغني، وستجدها أشرقتْ، وابتسمتْ، ونسيتْ كل ما مرَّ بها، في كل امرأة طفلة صغيرة بجديلتين تحتاج إلى الحنان مها بلغتْ من العمر!بقلم: أدهم شرقاوي
فقالت: قالتْ لي حفصة إني ابنة يهودي!
فقال لها: إنكِ لابنةُ نبيٍّ، وإنَّ عمكِ لنبي، وإنكِ لتحت نبي، فبمَ تفخرُ عليكِ؟
ثم قال: اتقي اللهَ يا حفصة!
المرأة رقيقة بطبعها، كيف لا وهي مخلوقة من ضلعٍ قرب القلب! عاطفية حتى أبعد حد، هذا لأن المهمة العظيمة التي أرادها لها الخالق العظيم تتطلبُ هذه العاطفة، لهذا تجدها تبكي لأصغر المواقف، وهذا لا علاقة له بالتفاهة، وضعف الشخصية كما يحسبُ الجهلاء بنفسيات النساء، على العكس تماماً، لا يتعارض أبداً أن تجد تلك الرقيقة التي كانت تبكي ذات ضيقٍ أن تكون لبؤة شرسة وتواجه الأيام باقتدار كما يفعل الرجال، كل ما في الأمر أنهنَّ الجزء العذب والرقيق من البشرية، والبكاء إحدى طرقهن للتعبير عن هذه الرقة، واستجلاب الاهتمام، فلا تفرطوا في مواقف بكائهن، هي فرصة سانحة لامتلاكهن من الداخل، فالمرأة لا تُمتلك إلا من قلبها! وإياكم والإعراض عن لحظات بكائهن، واعتبار الأمر تافهاً ولا يستحقّ، وانظروا إلى فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم كيف يهتم: ما يُبكيكِ؟!
فلما أخبرته، طيّبَ خاطرها، وأسمعها ما يرضيها، ثم لم يرضَ بالخطأ!
في الحادثة نشهدُ ما يكون بين الضرائر من مناكفات، وهذا لا علاقة له بمستوى الإيمان، وإنما مردّه إلى الطبع، والفطرة البشرية، طبيعة المرأة أن تغار من ضرتها مهما بلغتْ من الإيمان عتياً، وقبل هذا بقرون طويلة غارتْ سارة من هاجر غيرةً شديدة أصابت إبراهيم عليه السلام بضيق الصدر، هذا وسارة المرأة الطاعنة في الإيمان والتوحيد!
ويا لجبر الخواطر في لحظات الحزن ما أعذبه على الناس!
انظروا لمشاكل الحياة من هذا الباب، إنها فرصة للتكاتف وجبر الخواطر، واظهار الاهتمام والحُب!
موقف حياتي رتيب، غيرة تخرجها عن طورها، عمل منزلٍ ينهكها، مشاكل أولاد تتعبها، هي فرصتك السانحة لتكون القلب الكبير الذي يواسي، والصدر الحنون الذي يسع، والكتف الدافئ الذي يسند، مارس رجولتك وقوامتك، اطبعْ على جبينها قُبلة، وأخبرها أنك تهتم، عانقها وأخبرها أنها عزيزة عندكَ وأنها لا تهون، قُلْ لها أنا معكِ، وقوي بكِ، ولا أستغني، وستجدها أشرقتْ، وابتسمتْ، ونسيتْ كل ما مرَّ بها، في كل امرأة طفلة صغيرة بجديلتين تحتاج إلى الحنان مها بلغتْ من العمر!بقلم: أدهم شرقاوي