تكريم الإنسان على إخلاصه وأدواره المتميزة وأثره الحسن، يرسي قيماً إنسانية واجتماعية ومهنية، ويبعث في النفس دلالات الاحتفاء، ويعكس التقدير لجهوده، ويبرز الاهتمام به، ويشعره بقيمة ما يفعل ويصنع. التكريم عادة لطيفة درجت عليها المجتمعات على المستويات الرسمية وغير الرسمية في مختلف الأنشطة، التكريم يكون مردوده أكبر، ونتائجه أشمل، وفوائده أكثر، تعود على الإنسان والوطن والمؤسسة بالخير والفائدة. التكريم يكون للعمل المتميز غير المسبوق، وللشخص المتميز الذي يستحق، لا إلى الأعمال الاعتيادية الواجبة التي يلزمك أن تؤديها بإتقان وأداء حسن، لأنها من صميم وظيفتك التي تتقاضى عليها راتباً وامتيازات وبدلات وعلاوات، للحديث: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» هذا يستحق راتباً، أما التكريم للمبدع للمتميز للمخترع للمبتكر، صاحب الأفكار الخلاقة والأعمال الجليلة العملاقة، وحلاوة التكريم أن يأتيك؛ لا أن تسعى له، وتقتضي الشفافية العدل في التكريم، توفر شروط ومعايير التكريم والاستحقاق لا المجاملات والنفاق، حتى لا يفقد التكريم معناه وقدره وقيمته، ويتجرأ على المطالبة به كل سائح ورائح كل «خيره وميره»، سواء لم تتحقق فيه الشروط، أو تحققت جزئيا. وأعتقد أن التكريم يجب أن يحصل عليه وهو صاحبه وإن كان لا يستحقه، وبذلك تضيع دلالات التكريم ويفقد قيمته وهيبته، أعتقد شخصياً أن الخلل الحقيقي في المجاملات التي لا
معنى لها، التي أضاعت حقوق الكثيرين، وكرمت الكثيرين، بحكم قاعدة «القريب من العين، قريب من القلب، أو العكس، وضع التكريم الحالي في جل الهيئات والمؤسسات والإدارات لا يرضي الكثيرين لأنه مبني على المجاملات وتطييب الخواطر، والسؤال بشفافية: هل التكريم فيه مجاملات؟ أقول: أبداً هو مستحق لمن يستحق، ولكن عندنا فيه مجاملات ومنذ البدايات، وحتى اليوم، وحتى لا أخوض في هذا الجدال، يجب أن يكون التكريم تحت السيطرة، ولا يكون بصورة فجة، وليس بالشكل الذي نراه الآن في بعض الإدارات واللجان ولو كان تحت مبررات «نشر ثقافة الشكر والتقدير والجهود المتميزة»، أطالب من خلال هذه المساحة الصحفية لمن يلزم بإعداد مشروع ينظم عملية التكريم ولا يترك الأمر «سبهللة» يكون له ضابط يحكمه، حتى ندرك المعنى الحقيقي للتكريم وحتى لا يكون التكريم بلا معنى، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي