+ A
A -

الحالة هذه المرة مبهجة وفرها مهرجان كتارا الرابع لآلة العود الذي بدأ بالأمس. ولم يمس العود فقط شغاف قلبي وإنما نبهني إلى قوة ناعمة لا تُستغل كما ينبغي.

تذكرت ونغمات العود تلامس وجداني ما ارتجاه العراقي «علي الكريطي» من عازف العود: «يا عازف العود مهلاً لا تثر من شجي اللحن بركاني.. فلحنك الباكي قبل العين بكته أعماق وجداني».

لكن الدسم الذي توفره دورة المهرجان الحالية تجاوز إثراء النفس إلى تحريك العقل. فكتارا نجحت في تقديم العود كقوة عربية ناعمة. يلفت الانتباه لذلك تنظيم ندوات وورش عمل جذبت متابعين شغوفين بأسرار تلك الآلة لم يكونوا عرباً أو شرقيين فقط، وإنما انضم إليهم معجبون آسيويون وأوروبيون وأفارقة. ثم إن كتارا لم تعبر فقط بالعود إلى العالم وإنما باتت تأتي من أطرافه بمن هضموا قوالبنا الموسيقية. فلم أكن أتصور أن «جواتشن جو» الصينية تتقن وتعشق العزف على العود بتلك المهارة وكأنها بنت حضارتنا، ولا الأميركية «جنيفر جراوت» وهي تنافس نفسها فتتحسن سنةً بعد أخرى صوتاً وأداءً. مثلها في ذلك مثل مواطنها «كين ماثيس». ولم تكن الأندونيسية «آلما أسبي» ومرافقها في العزف إلا نموذجاً آخر مبهراً لقدرة تلك الآلة الموسيقية الوفية على إلهاب المشاعر والوصول إلى قلوب الناس شرقاً وغرباً. العود قوة عربية ناعمة، تستطيع أن تحقق في العلاقات الدولية ما سبق للقهوة العربية أن حققته. فشكراً كتارا على عودك وجودك.

copy short url   نسخ
23/01/2025
0