+ A
A -
جريدة الوطن

الضفة الغربية- وكالات- واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، عدوانه على مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، غداة إطلاقه حملته العسكرية «السور الحديدي»، والتي أسفرت في اليوم الأول لها عن سقوط عشرة شهداء وأكثر من 40 مصابا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة غير نهائية.

وتوسعت حملة جيش الاحتلال وشملت أحياء عدة في جنين، فيما وصلت حصيلة الشهداء إلى 10 إضافة إلى 40 جريحا.

وأمس الأربعاء، أعلن قائد سرايا القدس في الضفة الغربية، إدخال بعض العبوات الناسفة الأرضية والموجهة إلى الخدمة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن «تفجير الآليات العسكرية في بلدتي قباطية وطمون مجرد رسائل لما ينتظر قادة العدو وجنوده في شوارع وأزقة المخيمات في الضفة الغربية».

وأكد «تشكيل غرف عمليات لتنسيق العمل الميداني وتطوير العمل المشترك برفقة مقاتلي كتائب القسام ومقاتلي شباب الثأر والتحرير»، وأضاف «كانت عملية الفندق في قلقيلية رسالة للعدو والصديق أن أيدينا تصل إلى كل مكان». واتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بـ«التناوب» مع قوات الاحتلال على اقتحام بعض البلدات ومحاصرة المقاتلين المصابين في القرى والبلدات والمراكز الطبية والمستشفيات.

وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قد أكدت تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور قتال متعددة، حيث تمكن مقاتلوها من إلحاق خسائر بقوات الاحتلال عبر استخدام تكتيكات قتالية متطورة تشمل إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير عبوات ناسفة.

وواصلت فصائل المقاومة في المخيم التصدي لقوات الاحتلال، وقال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن أصوات الاشتباكات تسمع على مدار الساعة.

وشرعت جرافات عسكرية بتدمير البنى التحتية وممتلكات ومحال تجارية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجهاز «الشاباك» وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية «لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين»، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم «السور الحديدي».

وقالت هيئة البث العبرية (رسمية): «بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في جنين بغارة جوية بطائرة بدون طيار استهدفت بنى تحتية».

واللافت أن الحملة تزامنت مع بدء انسحاب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من المخيم، ما دفع فلسطينيين إلى اتهامها بـ«تسليم المخيم للاحتلال».

وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس.

وتمثل العملية -وفق إعلام عبري- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.

والثلاثاء، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتانياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي إلى انهيارها.

ونقل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض أساليب حرب الإبادة على غزة إلى مخيم جنين خلال العدوان الذي شنه في شمال الضفة الغربية، بعد يوم واحد من دخول وقف إطلاق النار في القطاع، وفق إفادات من داخل المخيم الذي تعرض لعشرات حملات الاقتحام الإسرائيلية في العام الأخير. ويشهد المخيم عدوانا مستمرا لليوم الثاني، أطلق عليه جيش الاحتلال تسمية «عملية السور الحديدي»، وأسفر عن سقوط 10 شهداء وأكثر من 40 مصابا، بالإضافة إلى عملية تدمير واسعة للطرقات والبنية المدنية والتحتية.

واستنسخ جيش الاحتلال أساليب الإخلاء والاعتقال التي طبقت في قطاع غزة، حيث أجبر أهالي المخيم على التوجه لمناطق محددة، عبر تقسيمهم لمجموعات، كما أجبر المعتقلين على ارتداء ملابس بيضاء، في ممارسة تشبه تلك المعاملة المهينة التي واجهها معتقلو غزة. وقال الصحفي من مخيم جنين عصري فياض، في حديث لـ«العربي الجديد»، إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي طلبت من الأهالي عبر مكبرات الصوت المثبتة على طائرات «درون» الخروج إلى منطقة «الكينا» الواقعة غرب مخيم جنين، مشيرا إلى تنفيذ هذه الإجراءات بالقرب من مستشفى جنين شرق المخيم، وفي شارع مهيوب (جنوب).

وأوضح فياض أن الأهالي أجبروا على التوجه عبر ممرات محددة إلى منطقة الكينا، حيث جرى تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة مكونة من خمسة أفراد، وسط إجراءات أمنية مشددة عليهم، وعمليات فحص للهويات الشخصية باستخدام أجهزة لوحية «آيباد»، لافتا إلى اعتقال عدد منهم وإجبارهم على ارتداء لباس أبيض. ووصف فياض الوضع في مخيم جنين بـ«خطير للغاية»، حيث انتشر قناصة جيش الاحتلال في مواقع متفرقة من المخيم، ما أثار حالة من القلق بين الأهالي الذين يخشون التعرض لإطلاق النار، وقد جرى بالفعل إطلاق النار على عدد من المواطنين يوم الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة العشرات واستشهاد 10 أشخاص.

وقال مدير شؤون وكالة أونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، في تصريح صحفي، إن القوات الإسرائيلية استخدمت في جنين أسلحة وأساليب حرب متقدمة شملت الغارات الجوية. وفرضت قوات الاحتلال حصارا على مستشفى جنين الحكومي بعدما جرفت الشوارع المحيطة ووضعت سواتر ترابية على مداخله، ما تسبب بحصار المرضى وأهاليهم داخله، في مشهد يذكر بالحملات الوحشية على مشافي قطاع غزة.

copy short url   نسخ
23/01/2025
0