+ A
A -
بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا سعيدٍ الخدري على رأس سرية، وهم في طريق عودتهم نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يُضيفوهم!
فلُدِغَ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل دواءٍ ولكن دون جدوى، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهط الذي نزلوا، لعله أن يكون عندهم شيء ينفعه.
فأتوهم فقالوا: إنَّ سيدنا قد لُدغ، وسعينا له بكل شيءٍ فلم ينفع، فهل عند أحدٍ منكم شيءٍ؟
فقال أحد المسلمين: نعم واللهِ، إني لأرقي، ولكننا استضفناكم فلم تُضيِّفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا أجراً.
فاتفقوا إن هو شفي من الرقيا أن يعطوهم قطيعاً من الغنم.
فقام الرجلُ فقرأ عليه الفاتحة سبعاً، فقام سيد القوم الملدوغ سليماً وكأنما لم يكن به شيء!
فأعطوهم قطيعاً من الغنم، فقال بعضهم: اقسموا بيننا هذا القطيع
فقال الرجل الذي رقى: لا تفعلوا، حتى نأتيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، وننظر ما يأمرنا
فلما قدموا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحدثوه بما حصل معهم قال للراقي قوله المُثني عليه: وما أدراكَ أنها رقيا؟ ثم أردفَ قائلاً: اِقسموا واضربوا لي معكم سهماً!
عُرفَ العربُ بالكرمِ، لهذا لم يُسوِّدوا لا جباناً ولا بخيلاً! ولكن لكل قاعدة شواذ، وهؤلاء القوم كانوا شواذ في العرب، ومن قبل كان البخل في الناس، وقد جاء الخضر وموسى عليهما السلام إلى قرية فأبى أهلها أن يضيفوهما ولو شربة ماء!
هذا القرآن دواء للقلوب والأبدان! فيه صحة القلوب من الشبهات والشهوات، وصحة الأجسام من العلل والأسقام، بفاتحة الكتاب، السورة المباركة التي لم يُؤتَها نبي من قبل، برئَ سيد القوم بإذن الله، فاجعلوا آيات القرآن علاجاً، وهذا لا يعني أن نترك الدواء المادي، ولا أن نزهد بالأطباء، على العكس تماماً، نذهب للأطباء، ونأخذ الدواء الذي يصفونه لنا، معتقدين يقيناً أن الدواء والطبيب ليست إلا أسباباً لا تضرُّ ولا تنفع إلا من بعد أن يأذن ربنا سبحانه، ثم إن الجمع بين القرآن وعلاج الأطباء، هو من فقه الأوائل، وفهم سُنة الله في الكون!
في الحديث جواز أخذ الأجر على الرُّقيا، وإلا ما أذِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للصحابة أن يقسموا بينهم القطيع، بل وطلبَ أن يقسموا له سهماً معهم، وهو غنيُّ عن الدنيا كلها وإنما لأنَّ فعله هذا من أفعال التشريع بأبي هو وأمي، على أن التعفف عن أخذ الأجور لمن ليس له حاجة أولى وإن كان الأجر جائزاً بلا خلاف! ومن فقه الصحابة في القصة امتناعهم عن قسمة القطيع حتى يأمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو ينهى، فحبذا لو كانت حياتنا وفق معيار الشرع وورع الصحابة!بقلم: أدهم شرقاوي
فلُدِغَ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل دواءٍ ولكن دون جدوى، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهط الذي نزلوا، لعله أن يكون عندهم شيء ينفعه.
فأتوهم فقالوا: إنَّ سيدنا قد لُدغ، وسعينا له بكل شيءٍ فلم ينفع، فهل عند أحدٍ منكم شيءٍ؟
فقال أحد المسلمين: نعم واللهِ، إني لأرقي، ولكننا استضفناكم فلم تُضيِّفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا أجراً.
فاتفقوا إن هو شفي من الرقيا أن يعطوهم قطيعاً من الغنم.
فقام الرجلُ فقرأ عليه الفاتحة سبعاً، فقام سيد القوم الملدوغ سليماً وكأنما لم يكن به شيء!
فأعطوهم قطيعاً من الغنم، فقال بعضهم: اقسموا بيننا هذا القطيع
فقال الرجل الذي رقى: لا تفعلوا، حتى نأتيَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان، وننظر ما يأمرنا
فلما قدموا على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وحدثوه بما حصل معهم قال للراقي قوله المُثني عليه: وما أدراكَ أنها رقيا؟ ثم أردفَ قائلاً: اِقسموا واضربوا لي معكم سهماً!
عُرفَ العربُ بالكرمِ، لهذا لم يُسوِّدوا لا جباناً ولا بخيلاً! ولكن لكل قاعدة شواذ، وهؤلاء القوم كانوا شواذ في العرب، ومن قبل كان البخل في الناس، وقد جاء الخضر وموسى عليهما السلام إلى قرية فأبى أهلها أن يضيفوهما ولو شربة ماء!
هذا القرآن دواء للقلوب والأبدان! فيه صحة القلوب من الشبهات والشهوات، وصحة الأجسام من العلل والأسقام، بفاتحة الكتاب، السورة المباركة التي لم يُؤتَها نبي من قبل، برئَ سيد القوم بإذن الله، فاجعلوا آيات القرآن علاجاً، وهذا لا يعني أن نترك الدواء المادي، ولا أن نزهد بالأطباء، على العكس تماماً، نذهب للأطباء، ونأخذ الدواء الذي يصفونه لنا، معتقدين يقيناً أن الدواء والطبيب ليست إلا أسباباً لا تضرُّ ولا تنفع إلا من بعد أن يأذن ربنا سبحانه، ثم إن الجمع بين القرآن وعلاج الأطباء، هو من فقه الأوائل، وفهم سُنة الله في الكون!
في الحديث جواز أخذ الأجر على الرُّقيا، وإلا ما أذِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم للصحابة أن يقسموا بينهم القطيع، بل وطلبَ أن يقسموا له سهماً معهم، وهو غنيُّ عن الدنيا كلها وإنما لأنَّ فعله هذا من أفعال التشريع بأبي هو وأمي، على أن التعفف عن أخذ الأجور لمن ليس له حاجة أولى وإن كان الأجر جائزاً بلا خلاف! ومن فقه الصحابة في القصة امتناعهم عن قسمة القطيع حتى يأمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو ينهى، فحبذا لو كانت حياتنا وفق معيار الشرع وورع الصحابة!بقلم: أدهم شرقاوي