هناك عادة شائعة لدى كثير من مستخدمي آيفون تقول إن إزالة التطبيقات في الخلفية تزيد من عمر البطارية وتحسّن أداء الجهاز، ولكن هذا ليس صحيحا تماما.
عند التمرير من أسفل الشاشة لأعلاها، ستظهر التطبيقات النشطة مرتبة حسب حداثتها، وهنا يلجأ عديد من المستخدمين لسحب التطبيقات للأعلى بهدف إغلاقها قسريا، ولكن في الحقيقة يُفضل تركها، فإن سحب التطبيقات لإغلاقها قد يؤدي إلى تدهور عمر البطارية، وفقا لموقع «ذا صن». وتقول شركة آبل إن السبب الوحيد الذي يدفع المستخدمين لإغلاق تطبيق بالسحب للأعلى هو عدم استجابته، وإنه إذا لم يستجب التطبيق، فيمكن إغلاقه ثم فتحه مرة أخرى.
وفي الواقع لا يوجد سبب وجيه لإغلاق تطبيقات الخلفية، وليكن بعلمك أن التطبيقات لا تعمل في الخلفية بل تكون معلقة، كما لا توجد أي فائدة من إغلاقها فهذه ميزة متوفرة على هواتف آيفون لمساعدة المستخدمين في التنقل بين التطبيقات وليس لتكون تحديا لهم.
وعندما تريد فتح تطبيق موجود في الخلفية بالفعل، فهو لا يستهلك كثيرا من الطاقة والأداء حتى يفتح، ولكن إذا أغلق التطبيق من الخلفية وأعيد فتحه من جديد، فإنه سيعيد التشغيل بالكامل وهو ما يتطلب طاقة وجهدا أكبر، ولهذا يُفضل ترك التطبيقات في الخلفية وعدم إهدار الوقت في إغلاقها بحجة الحفاظ على بطارية وأداء آيفون.
أصل أسطورة إغلاق تطبيقات الخلفية
يبدو أن هذه الأسطورة بدأت في منتديات الإنترنت، وذلك بعد أسبوع واحد من إصدار أول هاتف آيفون في الخامس من يوليو/ تموز 2007، حين نشر أحد المستخدمين أن تطبيق سفاري في آيفون يظل يعمل في الخلفية.
وهنا كتب مستخدم سؤالا مفاده «عندما تضغط على زر الصفحة الرئيسية بعد استخدام تطبيق سفاري، هل يظل يعمل في الخلفية ويستنزف البطارية؟»، ليرد مستخدم آخر «أنا متأكد تماما أن كل شيء يعمل في الخلفية» وهنا بدأت أسطورة تطبيقات الخلفية في آيفون.
وهناك عديد من المنتديات الأخرى تناولت الموضوع نفسه في ذلك الوقت، وظلت هذه الإشاعة متداولة حتى يومنا هذا.
وانتشرت هذه الأسطورة على نطاق واسع لأنها تبدو صحيحة من وجهة نظر معينة، فمثلا على الحاسوب يمكن أن يؤدي فتح عديد من علامات التبويب أو البرامج إلى إبطاء أدائه، ورغم أن هذه المعلومة صحيحة فإن نظام تشغيل «آي أو إس» في آيفون مختلف تماما، فالتطبيقات على هواتف آيفون من المفترض أن تبقى مفتوحة بشكل دائم ويمكن تشغيلها في لحظة، ولم توضح شركة آبل هذا التميز أبدا.
ولم تزعم آبل أبدا أن إغلاق تطبيقات الخلفية يحسن أداء هاتفك، ولكنها أكدت أنه يجب إغلاق التطبيق بشكل قسري فقط في حال عدم الاستجابة.
ووصلنا اليوم إلى عام 2025 ولا يزال ملايين المستخدمين يضيعون أيامهم وبطارياتهم في إغلاق تطبيقات الخلفية، فهي واحدة من أكثر الأساطير انتشارا في مجال التكنولوجيا، لكننا بحاجة إلى التوقف عن أداء طقوس تنظيف آيفون هذه مرة واحدة وإلى الأبد.
وبينما ننتظر بفارغ الصبر التقدم التكنولوجي في عالم البطاريات واختراع البطارية التي ستدوم لسنوات طويلة، فهناك عدة نصائح وخطوات يمكن لمستخدمي هواتف آيفون اتباعها للحفاظ على بطارية أجهزتهم لأطول فترة ممكنة:
1 - الشحن بذكاء
يمكنك الاستفادة من ميزات نظام التشغيل «آي أو إس» للحفاظ على عمر البطارية، ومن أهمها ميزة «الشحن المُحسن للبطارية» (Optimized Battery Charging)، وهي ميزة ذكية مصممة لتحافظ على عمر بطارية الآيفون عبر تعلم عادات ونمط شحنك للهاتف خلال اليوم.
فعند تفعيل تلك الميزة، يحافظ النظام على شحن البطارية بنسبة 80% طوال الليل، ثم يكمل الشحن إلى 100% قبل موعد استيقاظك المعتاد صباحا، هذه الطريقة تقلل الضغط على بطاريات الليثيوم أيون، مما يبطئ من عملية تدهور حالتها الطبيعية على مدار الزمن.
لتفعيل هذه الميزة، انتقل إلى «الإعدادات» (Settings)، ثم إلى «البطارية» (Battery)، ثم اختر «صحة البطارية والشحن» (Battery Health & Charging).
2 - معرفة مصادر الاستنزاف
هل تتساءل أين تتسرب شحنة بطارية هاتف الآيفون خلال اليوم؟ يتيح لك نظام «آي أو إس» تتبع استهلاك البطارية حسب التطبيق الذي يستنزفها، ويمكنك الوصول لهذه المعلومة عبر «الإعدادات» ثم اختيار «البطارية».
تسمح لك هذه الميزة بتحديد التطبيقات أو الألعاب التي تستهلك طاقة البطارية باستمرار، فإذا كان هناك تطبيق أو لعبة معينة تستنزف طاقة البطارية بصورة مبالغة، يمكنك تقليل استخدامها، أو استخدامها فقط عند توصيل الهاتف بالشاحن، أو حتى حذفها والبحث عن بديل آخر لها.
3 - تحسين الإعدادات
تعطيل بعض الميزات داخل إعدادات الهاتف قد يُحسّن من عمر البطارية بشكل عام. وفي حين أن بعضها قد يكون مفيدا، فإننا لا نستخدم أجهزتنا بنفس الطريقة. فمثلا إحدى الميزات التي تقترح عليك آبل تعطيلها، إذا كان عمر البطارية مشكلة في هاتفك، هي «تحديث التطبيقات في الخلفية»، التي ستجدها في «الإعدادات»، ثم اختيار «عام» (General).
تسمح هذه الميزة للتطبيقات بالعمل بصورة دورية في الخلفية لتحميل البيانات مثل البريد الإلكتروني، أو رفع البيانات الأخرى مثل الصور والوسائط المختلفة إلى خدمة التخزين السحابية.
كذلك الإشعارات التي تضيء شاشة هاتفك تستهلك طاقة البطارية، لذا يمكنك تخصيص تفضيلات الإشعارات الخاصة بك من خلال «الإعدادات» ثم اختيار «الإشعارات» (Notifications) لإيقاف أي إشعار ترى أنه غير ضروري من أي تطبيق على هاتفك.
مثلا إذا كانت تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الأساسي في استنزاف بطاريتك، فيمكنك تقليل تكرار إشعاراتها أو حتى إيقافها تماما للحد من استهلاك طاقة البطارية.
4 - تقليل الاستهلاك
إذا كنت تمتلك هاتف آيفون بشاشة «أوليد» (OLED)، فإن استخدام الوضع المظلم (Dark Mode) قد يقلل بصورة كبيرة من استهلاك الطاقة، لأن هذا النوع من الشاشات يعرض اللون الأسود النقي بإطفاء البكسلات، مما قد يحفظ نحو 30 % من عمر البطارية إذا توفرت الظروف المناسبة.
يمكنك تفعيل الوضع المظلم من خلال «الإعدادات» ثم اختيار «الشاشة والإضاءة» (Display & Brightness) واختيار الوضع المظلم (Dark). كما يمكنك تحديد أوقات معينة من اليوم لتفعيل هذا الوضع، والأفضل أن تختار تفعيله خلال الليل، لكي تحافظ أيضا على عينيك خاصة إن كنت تتصفح الهاتف قبل النوم في غرفة مظلمة.
كما يمكنك تقليل الاستهلاك عبر تفعيل «وضع الطاقة المنخفضة» (Low Power Mode)، ويمكنك الوصول إليه عبر «الإعدادات» ثم «البطارية»، حيث يخفض هذا الوضع من نشاط الهاتف في الخلفية، ويقلل سطوع الشاشة، ويحد من الرسوم المتحركة داخل نظام التشغيل، بهدف الحفاظ على شحن البطارية لأطول مدة ممكنة.