جنين- القدس- الأناضول- أحرق الجيش الإسرائيلي، أمس، عددا من المنازل الفلسطينية بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في إطار العدوان المتواصل على المدينة منذ 3 أيام. وقال شهود عيان للأناضول إن «الجيش الإسرائيلي أخلى 5 منازل فلسطينية في حي الغبر بمخيم جنين، وأحرقها».
وبين الشهود أن «المنازل تعود لعائلة مشارقة في المخيم». وواصل الجيش الإسرائيلي، الخميس، ولليوم الثالث على التوالي، عدوانه في مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات مجاورة شمالي الضفة الغربية.
وتحدث الجيش الإسرائيلي، أمس، عن تفاصيل العدوان العسكري الذي ينفذه منذ الثلاثاء في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت متحدثة الجيش الإسرائيلي إيلا واوية في بيان أرسلته للأناضول: «تُعدّ عملية السور الحديدي في مخيم جنين إحدى أكثر العمليات تطورا في تاريخ نشاطاته (الجيش) في المنطقة». وأشارت إلى أن «القوات الأمنية استعدت للعمل المكثف منذ شهر لتحقيق أهداف هذه المهمة الاستراتيجية». ويشارك في العدوان «وحدات متعددة من الجيش، تشمل النخبة مثل إيجوز، وسرية حربوف، وكتيبة 90، ووحدة دوفديفان، بالإضافة إلى وحدة اليمام، وكتيبتين من حرس الحدود»، حسب المصدر نفسه.
وادعت المتحدثة أن «القوات تعمل على تمشيط المخيم بشكل دقيق، وتفتيش المباني واحدا تلو الآخر بحثا عن مسلحين وأسلحة، وحتى الآن تم القضاء على 13 مسلحا، بينهم اثنان كانا جزءا من الخلية التي نفذت الهجوم في قرية فندق». وزعمت أن «العملية تركز على محاصرة المسلحين ضمن مساحة محددة، ما يدفعهم إلى ارتكاب أخطاء تكشف مواقعهم». وقالت: «بخلاف العمليات السابقة التي ركزت على الاقتحامات السريعة، فإن العملية تستهدف تفكيك كتيبة جنين بشكل كامل، وتحييد قدراتها العسكرية والتنظيمية».
وأضافت: «تهدف العملية إلى شلّ القدرات العملياتية والتنظيمية لكتيبة جنين، التي كانت تشكل تهديدا أمنيا مستمرا خلال الأشهر الماضية».
من جهة أخرى، ادعت المتحدثة أن الجيش الإسرائيلي لم يفرض إغلاقا شاملا على الضفة الغربية، وفق ما تتداوله وسائل التواصل. وواصل الجيش الإسرائيلي، الخميس، ولليوم الثالث على التوالي، عدوانه في مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات مجاورة شمال الضفة الغربية. وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، إن لواء «ناحال» بالجيش الإسرائيلي الذي غادر قطاع غزة الجمعة الماضي، انتقل إلى الضفة الغربية حيث سيشارك في العدوان الذي أطلقته تل أبيب قبل أيام. يأتي ذلك وسط تصعيد إسرائيلي خطير تشهده الضفة في الأيام الثلاثة الأخيرة، في إطار عدوان أطلق الجيش الإسرائيلي عليه اسم عملية «السور الحديدي»، في مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات مجاورة شمالي الضفة الغربية. وبحسب الصحيفة، فإن اللواء الذي شارك في حرب الإبادة في قطاع غزة على مدى 15 شهرا «انتقل الآن إلى المهمة التالية في الضفة الغربية».
وأضافت: «ومنذ ذلك اليوم خسر 45 جنديا (في الحرب)، منهم 12 قتيلا خلال الأسابيع الثلاثة من العملية الأخيرة التي قادها اللواء في بيت حانون (شمالي غزة)».
وأدانت دول عربية، أمس، العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتملة منذ 3 أيام، وطالبت بمحاسبة تل أبيب على جرائمها. جاء في مواقف رسمية صادرة من السعودية والكويت والأردن ومنظمة التعاون الإسلامي فضلا عن فلسطين.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن «إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة».
وجددت المملكة «مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة».
فيما أعربت الكويت في بيان للخارجية عن «إدانتها واستنكارها للعدوان الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة». وأكدت أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وخرقه لقرارات الشرعية الدولية دون محاسبة يُشكّل تهديدا للأمن والاستقرار الإقليمي، ويقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل».
وأدان الأردن، أمس، بـ«أشد العبارات» العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة منذ 3 أيام، داعيا إلى تحرك دولي يلزم تل أبيب وقف التصعيد. جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية،وقال البيان: «أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة».
من جهتها أعربت منظمة التعاون الإسلامي في بيان عن «إدانتها الشديدة الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وخاصة في مدينة جنين ومخيمها».
واعتبرت المنظمة ذلك العدوان «امتدادا لجرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني».