حمد حسن التميميربما يتطلع الكثيرون إلى المائة عام المقبلة بنوع من التفاؤل والترقب الإيجابي، لكنه في حقيقة الأمر لا يعدو كونه تفاؤلاً صبيانياً ساذجاً، مقارنة بما تطلعنا عليه مؤشرات الواقع الذي يشهد تغيراً مستمراً، والتي تشير إلى أننا على وشك خوض غمار رحلة جديدة مليئة بالصعوبات والعقبات التي ستغير شكل الحياة إلى الأبد.
فمع انحسار الموارد الطبيعية، والتلوث البيئي المتزايد، وازدياد أعداد سكان العالم بشكل لا يصدق، إلى جانب تصاعد درجات الحرارة التي ألقت بظلالها على شتى مظاهر الحياة الطبيعية من حولنا، فباتت تهدد وجود جميع الخلائق على وجه الأرض، أصبح من السذاجة أن نعتقد بأن شكل الحياة بعد 100 عام سيكون أفضل مما هو عليه الآن.
وقتها من المرجح أننا سنحتاج إلى إطعام 10 مليارات شخص على الأقل، في الوقت الذي لن تتمكن الطبيعة فيه من مواكبة احتياجاتنا ومتطلباتنا المتزايدة، أما بخصوص مستقبل العمل فيبدو أنه سيصير أكثر تعقيداً، حيث سيهدد اختراع الروبوتات وتطور تصنيعها إلى سرقة جميع وظائفنا تقريباً، وبالتالي ارتفاع حالات البطالة حول العالم أجمع.
كما أن التكنولوجيا في طريقها إلى التركيز أكثر على جسم الإنسان، حيث بدأت بعض الدول بتصنيع رقاقات إلكترونية وزرعها تحت أيدي العاملين في بعض القطاعات، فاليوم على سبيل المثال هناك عشرات الآلاف من الموظفين من دول مختلفة تشجعهم الشركات على وضع رقاقة بداخل أجسادهم حتى تتمكن من تتبع سير العمل بشكل أفضل.
هذا يعني أننا شيئاً فشيئاً مقدمون على ابتكار أجهزة يتم زرعها في أجسام البشر بهدف تتبع كل شيء يجري في حياتهم، وبالتالي السيطرة عليهم أكثر فأكثر، وجعل الإنسان أشبه بروبوت مهمته تنفيذ ما يؤمر به دون أي اعتراض، مع الاطلاع الكامل على كل ما يقوم به لضمان مصالح الجهات التي يهمها السيطرة عليه وتوجيه سلوكياته.
إن حقيقتنا كبشر هي أننا في تطور دائم، فقد كنا مخلوقات بدائية تقتات على الأسماك والحيوانات وتحيا في الكهوف والغابات، ثم صرنا أكثر إنسانية وتحضراً فبدأنا نعيش في المدن، وقريباً جدّاً سنغدو شيئاً آخر تماماً، وذلك بعد أن أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والتي ستغدو جزءاً من رحلة تطورنا كذلك.
إننا وابتداء من سنوات قليلة مضت، ندخل حقبة جديدة حيث لم نعد نتدخل في تصميم الطبيعة من حولنا فحسب، بل شرعنا بالتدخل في تصميم أجسادنا بفضل التطور المتسارع للتكنولوجيا، وهذا ما سيخلق انقساماً فيما بين العالم البشري والعالم الطبيعي الذي يعد موطننا الأصلي، حيث بدأنا في التخلي عن جذورنا وتغيير بنية الطبيعة، والآن نسعى إلى تغيير بنيتنا الجينية وتدمير تركيبتنا البيولوجية التي خُلقنا عليها.
وبدلاً من أن نحقق الصورة التي تخيلها فرانكنشتاين الذي توقع أن تقوم التكنولوجيا بتدمير البشر، فإننا سندمج الاثنين معاً، حيث سنظل نتمتع بجسم يضم عناصر بشرية، لكنه في الوقت ذاته لن يبدو بشرياً على الإطلاق.
وإلى جانب ذلك كله، فسنُحرم من الخصوصية إلى حد كبير، حيث سيصبح من السهولة بمكان معرفة ما تفكر فيه وما تفعله، مع تتبع تحركاتك وحياتك بأكملها خطوة بخطوة رغماً عنك، كما سيتم إلغاء العملات الورقية ويسمح فقط بالعملات الرقمية، ما سيفسح المجال أمام الدول التي ستطبق هذه الفكرة بأن تضع أياديها على أموالك في أي لحظة وبضغطة زر واحدة فحسب.
لا شك أننا سنشهد تطوراً إيجابياً في مختلف جوانب الحياة خلال المائة عام المقبلة، لكن إلى جانب ذلك سندفع ثمناً باهظاً لقاء استخدام التكنولوجيا في سبيل التقدم والتطور الذي ننشده، وهو ما سيجعلك تدرك بوضوح حقيقة الدنيا بعد مائة سنة من الآن، وأنها في الواقع لا تستحق كل هذا العناء.
فمع انحسار الموارد الطبيعية، والتلوث البيئي المتزايد، وازدياد أعداد سكان العالم بشكل لا يصدق، إلى جانب تصاعد درجات الحرارة التي ألقت بظلالها على شتى مظاهر الحياة الطبيعية من حولنا، فباتت تهدد وجود جميع الخلائق على وجه الأرض، أصبح من السذاجة أن نعتقد بأن شكل الحياة بعد 100 عام سيكون أفضل مما هو عليه الآن.
وقتها من المرجح أننا سنحتاج إلى إطعام 10 مليارات شخص على الأقل، في الوقت الذي لن تتمكن الطبيعة فيه من مواكبة احتياجاتنا ومتطلباتنا المتزايدة، أما بخصوص مستقبل العمل فيبدو أنه سيصير أكثر تعقيداً، حيث سيهدد اختراع الروبوتات وتطور تصنيعها إلى سرقة جميع وظائفنا تقريباً، وبالتالي ارتفاع حالات البطالة حول العالم أجمع.
كما أن التكنولوجيا في طريقها إلى التركيز أكثر على جسم الإنسان، حيث بدأت بعض الدول بتصنيع رقاقات إلكترونية وزرعها تحت أيدي العاملين في بعض القطاعات، فاليوم على سبيل المثال هناك عشرات الآلاف من الموظفين من دول مختلفة تشجعهم الشركات على وضع رقاقة بداخل أجسادهم حتى تتمكن من تتبع سير العمل بشكل أفضل.
هذا يعني أننا شيئاً فشيئاً مقدمون على ابتكار أجهزة يتم زرعها في أجسام البشر بهدف تتبع كل شيء يجري في حياتهم، وبالتالي السيطرة عليهم أكثر فأكثر، وجعل الإنسان أشبه بروبوت مهمته تنفيذ ما يؤمر به دون أي اعتراض، مع الاطلاع الكامل على كل ما يقوم به لضمان مصالح الجهات التي يهمها السيطرة عليه وتوجيه سلوكياته.
إن حقيقتنا كبشر هي أننا في تطور دائم، فقد كنا مخلوقات بدائية تقتات على الأسماك والحيوانات وتحيا في الكهوف والغابات، ثم صرنا أكثر إنسانية وتحضراً فبدأنا نعيش في المدن، وقريباً جدّاً سنغدو شيئاً آخر تماماً، وذلك بعد أن أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والتي ستغدو جزءاً من رحلة تطورنا كذلك.
إننا وابتداء من سنوات قليلة مضت، ندخل حقبة جديدة حيث لم نعد نتدخل في تصميم الطبيعة من حولنا فحسب، بل شرعنا بالتدخل في تصميم أجسادنا بفضل التطور المتسارع للتكنولوجيا، وهذا ما سيخلق انقساماً فيما بين العالم البشري والعالم الطبيعي الذي يعد موطننا الأصلي، حيث بدأنا في التخلي عن جذورنا وتغيير بنية الطبيعة، والآن نسعى إلى تغيير بنيتنا الجينية وتدمير تركيبتنا البيولوجية التي خُلقنا عليها.
وبدلاً من أن نحقق الصورة التي تخيلها فرانكنشتاين الذي توقع أن تقوم التكنولوجيا بتدمير البشر، فإننا سندمج الاثنين معاً، حيث سنظل نتمتع بجسم يضم عناصر بشرية، لكنه في الوقت ذاته لن يبدو بشرياً على الإطلاق.
وإلى جانب ذلك كله، فسنُحرم من الخصوصية إلى حد كبير، حيث سيصبح من السهولة بمكان معرفة ما تفكر فيه وما تفعله، مع تتبع تحركاتك وحياتك بأكملها خطوة بخطوة رغماً عنك، كما سيتم إلغاء العملات الورقية ويسمح فقط بالعملات الرقمية، ما سيفسح المجال أمام الدول التي ستطبق هذه الفكرة بأن تضع أياديها على أموالك في أي لحظة وبضغطة زر واحدة فحسب.
لا شك أننا سنشهد تطوراً إيجابياً في مختلف جوانب الحياة خلال المائة عام المقبلة، لكن إلى جانب ذلك سندفع ثمناً باهظاً لقاء استخدام التكنولوجيا في سبيل التقدم والتطور الذي ننشده، وهو ما سيجعلك تدرك بوضوح حقيقة الدنيا بعد مائة سنة من الآن، وأنها في الواقع لا تستحق كل هذا العناء.