العراقيون يهاجرون خوفا من الطائفية، وأمنية أي عراقي ان يحصل على هجرة لدولة أوروبية أو أميركية، السوريون يركبون أمواج الموت للحصول على هجرة إلى الغرب للنجاة بأرواحهم من حرب الفئات الضالة في بلاد الشام، الفقر يدفع أي مواطن مصري للوقوف على أبواب السفارات للحصول على شنغن أو جرين كارد، اكثر من ستة ملايين فلسطيني في المهجر وأكثر من خمسة عشر مليون لبناني والكل يبحث عن طريق فهل تفريغ الوطن العربي ليكون هناك (ارض بلا ناس لإسكان ناس بلا ارض ).
في فندق خمس نجوم بالعاصمة الاردنية عمان التقيت عددا من المهمومين بالحالة العربية ومستقبل العرب المظلم، كان الحديث عن مخططات إسرائيلية ومن ورائها اليهودية العالمية لزرع الفتن بين الاخ وأخيه والجار وجاره والوطن والوطن لتنشأ الحروب بين العرب والعرب والمسلمين والمسلمين وجيرانهم وأن تشتتهم في الأرض ليهيموا دون مأوى كما تشتت اليهود قبل قيام إسرائيل على أرض فلسطين وأن تنتشر بينهم الحروب الكيماوية والجرثومية وتستخدم الأسلحة الاستراتيجية التي تقضي على البشر وتبقي المنشآت.
ويبدو أن إسرائيل الكبرى تتطلب خروج عرب آخرين فكان الربيع الذي قرب الخريف وبات الربيع العربي نقمة على الأوطان العربية التي تشهد أسوأ مرحلة من مراحل التيه العربية.
وما صرح به قادة إسرائيل منذ إنشائها وحكمهم بقيام إسرائيل من النيل إلى الفرات يبين ان العالم العربي لن يهدأ له بال ما دامت إسرائيل تحتل فلسطين.
ففي دراسة خطيرة في 3 أغسطس 1990 بعد الغزو العراقي للكويت بيوم واحد بعنوان هجرة المسيحيين من العالم العربي تضمنت عبارات مثل دعوة الدول الغربية للعمل من أجل تهجير مسيحيين من دول عربية معينه قبل فوات الأوان إذ تتوقع أحداثا دامية داخل تلك الدول وتغيرات جذرية في أنظمة الحكم الحالية قد ينعكس سلبا على المسيحيين فيها وتعتقد الدراسة أن حروبا بين بعض الدول العربية يغذيها الخارج سوف تضعف تلك الدول تمهيدا للحرب الأساسية بين العرب وإسرائيل. وهو ما اصبح واقعا كما الحال في مصر وسوريا والعراق وهي الدول الثلاث التي كانت هي الأمل في شن حرب خاطفة تحرر الوطن المفقود ومن اجل إكمال الدائرة تضمنت الدراسة مخططا تشترك فيه حكومات عدة – دول غربية وإسرائيل – بقصد تحقيق عدة أهداف منها – القضاء النهائي على الفلسطينيين ومشكلتهم وخلق أزمة للنفط لرفع أسعار البترول وتأجيج الحرب الأهلية والطائفية لإفراغ العالم العربي من اكبر عدد من السكان لتهيئة إقامة وطنك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات.. هل يعي قومي الحقيقة وهل نفيق؟!.

بقلم : سمير البرغوثي