يعود السبب الأساسي لتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية منذ فترة طويلة، ولو أن المجتمع الدولي والدول الكبرى المؤثرة بذلوا جهودا حقيقية لحل هذا النزاع، فإن الصورة كانت ستختلف جذريا.
لقد فشل مجلس الأمن على الدوام في فرض إرادته وعجز عن تنفيذ قراراته بسبب وقوف الولايات المتحدة على الجانب الآخر للعدالة الدولية، فيما يتعلق بهذا الصراع، وكانت نتائج ذلك وخيمة على الدوام بالنسبة للجانب الفلسطيني.
اليوم تتداعى دول العالم مجددا من أجل حقن الدماء، وهي ستنجح في ذلك لأن أحدا لا يريد لهذا الصراع أن يتسع ويمتد، لكن ذلك لن يكون كافيا على الإطلاق، إذ أن ما شهدناه من قتل وحشي للفلسطينيين وتدمير همجي لمنازلهم ومقدراتهم واقتصادهم يجب أن يشكل دافعا حقيقيا للبحث في أسس هذا النزاع ومحاولة إيجاد حل عادل وشامل ودائم له.
إن تزامن هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي، مع الذكرى الـ«73» للنكبة، يجب أن يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى صدقية وجدية المجتمع الدولي، خاصة أن كل ما يتعين القيام به هو تنفيذ القرارات التي توافق عليها عبر مجلس الأمن، والتي حظيت بموافقة جميع أطراف النزاع، وهكذا فإن المطلوب هو التحرك في هذا الاتجاه وليس باتجاه وقف الهجوم الوحشي الإسرائيلي فقط.
لقد سكت العالم كثيرا وطويلا عن جرائم إسرائيل، ودعم رواياتها الكاذبة باستمرار، والآن حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمياتها والتوقف عن دعم إسرائيل وجرائمها وإمعانها في القتل والتهجير والتشريد والاستيطان.
هذه هي مسؤولية المجتمع الدولي اليوم إن كان جادا في إيجاد حل دائم وعادل وشامل لأقدم صراع في العالم، وأي تحرك آخر هو تهيئة الأرض لحروب جديدة مقبلة لن تتوقف إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود «1967» وعاصمتها القدس الشريف.
بقلم: رأي الوطن