تقول الأمم المتحدة إن «38» ألفا شردوا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى نزوح «52» ألف شخص على الأقل جراء هذه الهجمات، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، وتدمير البنى التحتية والمرافق الاقتصادية والمدارس ومقرات المؤسسات الإعلامية والإنسانية والخيرية والمستشفيات، وآخرها توقف مستشفى حمد بغزة عن العمل بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمقره وأقسامه نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر لمحيطه.
من لا يرى حجم هذا العدوان فهو أعمى، أو ضالع فيه، لخدمة أهداف أخرى، من بينها مساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تشكيل الحكومة مجددا، ففي الوقت الذي يواصل الطيران الحربي شن غاراته على قطاع غزة، دأب نتانياهو على إجراء اتصالات مع نفتالي بينيت رئيس حزب «يمينا»، للحصول على دعمه مستقبلا في حال فشل رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لبيد في تشكيل حكومة بديلة، بيد أن بينيت - الذي كان من المبادرين لتشكيل «كتلة التغيير» - يصر على موقفه ويدفع نحو تشكيل حكومة «وحدة وطنية».
يقول المحلل السياسي الإسرائيلي عكيفا إلدار إن نتانياهو، الذي يسعى لتوظيف العدوان على غزة لأهدافه الشخصية وإفشال مهمة تشكيل حكومة بديلة، واصل خلال سير العمليات العسكرية مفاوضات تشكيل الحكومة مع بينيت، حيث بدا واضحا أنه يتجه لقبول وقف إطلاق النار بعد أن حقق أهدافه بإفشال مهمة تشكيل حكومة بديلة.
ويعتقد إلدار أن نتانياهو المعروف عنه أنه يخشى الخروج لحرب طويلة الأمد ويمتنع عن المواجهات العسكرية الشاملة، يرى أن العدوان على غزة بمثابة طوق نجاة مؤقت له لإعادة ترتيب أوراقه وترحيل محاكمته بتهم فساد، وحتى جر إسرائيل لانتخابات خامسة لتعزيز فرصه لتدعيم معسكره، وتشكيل حكومة يمين فاشي لضمان بقائه في رئاسة الحكم وتجنب السجن.
بقلم: رأي الوطن