تسرح قطط الشوارع في بيوتنا، وكأنها باتت ملفاها، آمنة مستقرة يأتيها رزقها رغدا من كل حدب وصوب، هانئة تلد وتتوالد وتتكاثر، ونحن مكتفين بالفرجة ! وتحظى بالأمان والتعاملٍ الحسن واللائق من الشغالات، تأتي القطط الصغيرة كل صباح وأمهم، وتقف قرب الأبواب المؤصدة وتنادي «مياو مياو»، وتقتحم المكان إن رأته مفتوحاً، في عينيها فضول، واسترحام واستعطاف، فنعطيها ما تريد، متعاطفين مع حركاتها وبراءتها، اعتادت قطط البيوت القفز للداخل، هرباً من الحر والحرارة العالية، وكأنها تريد توصيل رسالة لأهل البيت مفادها «أنا أشارككم المنزل» إذاً يحق لها أين ما شاءت على المقاعد، فوق طاولات الطعام،، المهم لن تخرج بسهولة، دعوها تسرح وتمرح في البيت، وتتوالد وتتكاثر، ويستقرون ولا يفرون، وبعضها يأتي برفقاء الشارع للبيت، للعيش في فضاء البيت، تتحرّك بأمان وحرية في الحديقة وفي الممرات وفي الغرف والصالات، وبين الطاولات وعلى المقاعد، تطلب طعامها بأدب، جيوش جرّارة من القطط الشوارعية في جل البيوت، تعيش بين فضائي البيت والشارع، إحدى الزميلات حريصة على العناية بالقطط من باب الإحسان لها وتطبيبها وعلاجها، لا تطردها، ولا تنفرها، ولا تؤذيها، بل تطعمها وتحملها للطبيب البيطري في حال مرضها أو حاجتها للطبيب، ويخيل إلىّ أن الاهتمام الزائد بالقطط سيورثها الاستيطان في منازلنا دون الانفكاك عنها، والفضل يعود إلى التربية الرحيمة والمديدة والأليفة التي تتلقاها من أهل البيت وساكنيه، هذا الإحسان والرحمة بها طوّعت للقطط – قطط الشوارع -، العيش والبقاء والاستيطان في البيوت دون الاكتراث لأحد، وتحولت مسمياتهم الاعتبارية من «طوافين وطوافات» إلى مستوطنين ومستوطنات، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي