العافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، نسأل الله السلامة والعفو والعافية لنا وللمسلمين، زرته في المستشفى مؤخراً بعد أن داهمته وأنهكته الأمراض، لكني وجدته ماشاء الله وكما عهدته رغم مرضه ومعاناته وحبسة المستشفى وغسيل الكلى وآلامها وأنابيب الدم وفلاتر الدم والمحاليل والمواد المعقمة وقياس الضغط والإبر والمحاقن ومسلسل له أول وليس له آخر وانسداد بعض شرايين القلب ودعاماته ورغم ابتلاءاته الكثيرة تبقى إبتسامته مشرقة كما عهدته عنوان شخصيته عنوان حياته عنوان وسامته وجماله الحقيقي جمال روحه ينتصر على بؤس حاله، ـ اللهم أشف كل مريض واسكب في جسده نهراً من الراحة يسري في أوردته واشفي كل مبتلى لا يعلم بوجعه إلا أنت ـ إبتسامته أخفت الكثير من آلامه ولكن لم تبدد الآلام الواضحة في عينيه ولكنها لم تمنعه من الحديث معي والسؤال عن الأحبة والأعزاء والذين ذكرهم أمامي بكل خير، عرفته محباً للجميع متسامحاً قلبه مستودع للحب مع طلابه وأولياء أمورهم وللإيثار والعطاء والخير، صنيعه الطيب يجتاز المسافات ويخترق حواجز الصراعات، عرفته عن دراية لا رواية عن قرب وكثب لا عن تقارير وكتب عندما كان يحمل الطبشور ليكتب به عبارة ويرسم به رسماً توضيحياً يتذكره به طلابه الذين يحبونه إلى اليوم ويتمنون له العافية ليعلم أبنائهم وأحفادهم، قال لي كلمة جميلة وهو يضغط على يدي تدل على جماله ونقائه وصفاء سريرته (الخوات نعمة) لا يعرف قيمتهن إلا من كان مثلي والحبل مثني، لا يفارقوني أبداً ربي يسعدهن ولا يحرمني وجودهن، (الخوات) أحلى شيء في الدنيا هن النعم وهن النغم وهن العلم، بارك الله بهن وأسعدهن ورفع درجاتهن في الدنيا والآخرة، رغم مرضه يبتسم ويعلم ولا يقول إلا خيراً، يقول غداً يوم جديد وأنا وأنت شخص جديد، يقول الحياة جميلة حتى في عز الألم، ووسط المعاناة، يبتسم وابتساماته تخرج من أعماقه تخرج من زحمة الألم والمرارة تخرج من صميم الذات، أخي وصديقي وحبيبي الأستاذ والمثال جاسم النعمة كم أنت إنسان رائع.
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وأنزل على قلوبهم الرضا واشملهم بعنايتك يا أكرم الأكرمين، اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي