+ A
A -
حدّث النبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما فقال:
بينما رجلٌ بفلاةٍ من الأرض إذ سمع صوتاً في سحابة يقول: اسق حديقة فلان!
فغيّر السّحاب سيره، وأفرغ ماءه في قطعة أرضٍ استوعبت ذلك الماء كله!
فتتبع ذلك الرجل الماء، فإذا هو في قطعة أرضٍ فيها رجل يحول الماء بمسحاته‏ (أداة زراعية كالمجرفة).
فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟
فقال: فلان، الاسم الذي سمعه في السحابة، ثم سأله: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟
فقال: إني سمعت صوتاً في السّحاب هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان - لاسمك - فما تصنع فيها؟
فقال: إني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدّق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأردّ فيها ثلثه /‏ أي أشتري البذور والسماد وما تحتاجه الأرض.
هذه هي الشهرة الحقيقية: أن يكون المرء معروفاً في السماء! فكم من مشهورٍ في الأرض لا يلتفت الله إليه، ولا يأبه به، ولا يبالي أصبح على خيرٍ أم على شرٍّ، ولكن الله لا يترك أهله!
الشهرة الحقيقية أن يحبك الله فينادي: يا جبريل إني أحبّ فلاناً فأحبه، فينادي جبريل في الملائكة: إنّ الله يحبّ فلاناً فأحبوه!
الشهرة الحقيقية أن ترفع يديك لتدعو فتقول الملائكة: يا رب صوت معروف من عبد معروف!
الشهرة الحقيقية أن ينزل بك البلاء فتضجّ الملائكة لهذا وتدعو لك، وتستنفر عن آخرها لأنك صالح كما ضجّت يوم أرادوا أن يلقوا إبراهيم عليه السلام في النار!
الشهرة الحقيقية أن ينظر الله تعالى إلى قلبك فيرى أنك لا تريد سواه فيكتبك عنده من عباده المقربين.
الشهرة الحقيقية أن يرضى الله عنك، ويسخرك لعبادته، ويفتح لك أبواب الطاعة باباً بعد باب، فإنه إذا أحبّ عبده دلّه عليه!
الشهرة الحقيقية أن يعرفك المساكين بأنك الذي تطعم، وأن يعرفك المكسورون بأنك الذي تجبر الخواطر، ويعرفك المعسورون بأنك الذي تساعد!
الشهرة الحقيقية أن تعرفك الطريق إلى المسجد، ويحفظ المصحف يديك وأثر أصابعك عليه، وأن يحنّ إليك موضع سجودك إذا غبت عنه!
كل ما عدا ذلك شهرة فارغة، ومتاع غرور زائف، الأمر ليس بكثرة المتابعين، ولا عدد اللايكات والمشاركات، ولا عدد المشاهدات والإعجابات هذه ليست إلا زخارف!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
23/05/2021
2234