غزة- قنا- الأناضول- بدأ آلاف الفلسطينيين، الذين نزحوا قسريا إلى وسط وجنوب قطاع غزة، العودة صباح أمس إلى شماله، في خطوة انتظرها الفلسطينيون النازحون طوال أيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال مراسل وكالة الأنباء القطرية «قنا» إنه مع دخول الساعة السابعة من صباح أمس تدفق عشرات الآلاف من المواطنين النازحين والعائلات الفلسطينية مشيا، عبر شارع الرشيد الساحلي، منطلقين تجاه مدينة غزة وشمال القطاع، فيما ستبدأ حركة العودة بالمركبات ووسائل النقل عبر شارع صلاح الدين بعد الساعة التاسعة بتوقيت فلسطين«. وأفاد بأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين سارعوا بالعودة بعد انسحاب آليات ودبابات الاحتلال التي كانت تقطع الطريق قرب محور نتساريم. ويأتي دخول النازحين، صباح أمس، بعد أن تجمعوا في شارعي الرشيد وصلاح الدين وسط قطاع غزة، بانتظار العودة إلى محافظتي غزة والشمال، وكان النازحون قد قضوا ليلة صعبة، حيث افترش بعضهم الطرقات بشارع الرشيد، في حين اصطف آخرون داخل مركباتهم بشارع صلاح الدين، في انتظار فتح الطرق المخصصة للعودة إلى شمال القطاع.
وفي السياق، قالت هيئات بلدية ومحلية في مدينة غزة إنها قامت بإعادة فتح الطرقات والشوارع المدمرة في المدينة، وفي محيط محور نتساريم لتمكين العائدين من المرور بسهولة، فيما أظهرت مقاطع ومشاهد حجم الدمار المهول في المنطقة وعلى الشارع الساحلي الذي كان يعد الأكثر حيوية من شوارع القطاع.
بدورها، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنها وزعت نقاطا طبية إسعافية على طول طريق عودة النازحين إلى شمال القطاع، لتقديم الرعاية الصحية العاجلة لهم.
وقال شهود عيان للأناضول إن مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بدأت بالمرور من محور نتساريم وسط القطاع عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.
ومنذ ساعات صباح أمس، اصطفت مئات المركبات على شارع صلاح الدين بانتظار مرورها إلى الشمال.
وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن مصادر، بأن بدء المرور تأخر بسبب تأخر وصول الفريق الفني المختص بالتفتيش.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس،، إن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة «انتصار لشعبنا وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير».
وذكرت حماس في بيان: مشاهدُ عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة.
وأضافت:»هذه المشاهد المُفعمة بفرح العودة وحبّ الأرض والتشبّث بها هي رسالة لكلّ المُراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه«.
وتابعت: نؤكّد أنَّ عودة أهلنا النازحين إلى بيوتهم يُثبت مجدَّداً فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه.
وتخضع المركبات التي تمر عبر المحور من شارع صلاح الدين لتفتيش أمني بجهاز أشعة سينية (X-RAY)، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
والخميس، قال موقع واي نت الإخباري الإسرائيلي: وصل إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة ممثلون عن شركة الأمن الأميركية، التي ستنفذ التفتيش الأمني على طريق نتساريم لمنع عودة المسلحين والأسلحة في المركبات إلى شمال قطاع غزة.
وأضاف أن نحو 100 عنصر أمن مسلح، معظمهم أميركيون، وبعضهم يتحدث العربية، وهم من قدامى المحاربين في وحدات النخبة أو موظفين سابقين بوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس، إن نقل المسلحين أو الأسلحة عبر هذه الطرق (صلاح الدين والرشيد الساحلي) إلى شمال قطاع غزة سيعتبر خرقا للاتفاق.
