+ A
A -
سمير البرغوثي
رغم التخاذل العربي في مساندة غزة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، ورغم حصار جائر، منذ خمسة عشر عاما حتى الآن.. أبت الدوحة إلا أن تكون في الموقف المشرّف، وحافظت على مد جسور التواصل مع رام الله وغزة، لإيمانها ان الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته في أمس الحاجة إلى من يقف معه في هذا الظرف الدقيق من الهجمة الصهيونية على المقدسات والارض والانسان. فأعادت الدوحة بناء وترميم ما هدمته إسرائيل في حروبها الثلاث 2008 -2014 -2018، وبتوجيه من القيادة العليا واشراف سفير قطر في فلسطين الصديق المهندس محمد اسماعيل العمادي، الذي بذل مجهودا كبيرا وهو يتنقل بين الضفتين وغزة ويعمل بكل دبلوماسية مع جميع الأطراف.
فهل بقي الحال في العالم العربي من جفاء لغزة كما كان عليه الحال قبل معركة (سيف القدس).. بالتأكيد لا، فالتصريحات والمواقف وما جرى في الشارع العربي من خليجه إلى محيطه يؤكد أن المقاومة كسبت المعركة بغض النظر عن الخسائر المادية والبشرية التي سقطت في غزة والضفة والداخل، فكان اول رد عملي يشير إلى تغير موقف الجار اعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تبرع مصر بـ 500 مليون دولار لغزة، وتلاه تصريح سامح شكري وزير خارجية مصر: ما جرى في الأراضي الفلسطينية «معركة وجود» وما قام به الفلسطينيون في القدس وغزة «مدعاة للفخر والإعزاز».
أما الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس السابق لجامعة الأزهر، فقد دعا في خطبة الجمعة المذاعة على التليفزيون الرسمي إلى تشكيل «قوات ردع إسلامية» لمواجهة المحتل.
لقد أثبتت حماس قدرتها على التعامل مع كل المواقف، فلم تخسر قطر، ولم تخسر تركيا، ولم تخسر مصر، ولم تخسر إيران. واثبتت أنها حركة مقاومة، بوصلتها القدس الشريف ويافا وحيفا واللد والرملة والناصرة ونابلس وجنين. فلم تطلق طلقة على عدو لها خارج فلسطين، فهي ليست إرهابية بل فرضت احترامها على أرض الواقع وأصبح دورها يتنامى لدرجة إقرار الاتحاد الأوروبي بالقول انه بدون حماس لا سلام في المنطقة.
حماس اعادت توازن الرعب مع عدو يخطط ليدمر الأمة من الحد إلى الحد.. وهمه الاستيطان والتوسع.
حماس باتت الذراع العسكرية للأمة الإسلامية، وهي سلاح استراتيجي فعال،حاول البعض كسر هذا السلاح بل تسليمه لنزع أنياب الفلسطينيين.
وحماس لم تخسر عباس.. رغم مواقفه منها، وعدم فهمه للمزاج الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة والداخل. ورغم دعوات حماس للمصالحة على اساس وحدة وطنية تضم جميع الفصائل والقوى ولا فرق بين فصيل كبير ولا صغير، وأن تتخلى فتح الكبرى عن شعاراتها في الأغوار والفاكهاني وتونس، وتعود لطاولة المفاوضات مع قدم المساواة مع أصغر حركة مقاومة، السلمية منها والعسكرية.
حرب غزة الأخيرة أعادت الحسابات وتشكيل العلاقات لعدة اسباب منها: هناك قرار رسمي باستعادة مصر لدورها العربي والإسلامي الريادي القيادي.
الآن وبعد «سيف القدس» هل ستكون غزة وحيدة في معركة مقبلة مع إسرائيل.. نأمل أن يكون الجواب: كلنا مع غزة قول وفعل.
copy short url   نسخ
27/05/2021
2195