غزة- قنا- الأناضول- دعت وزارة الخارجية الفلسطينية دول العالم إلى الإسراع بإصدار مواقف علنية واضحة ترفض تهجير سكان قطاع غزة، انسجاما مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، معربة عن شكرها للدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والأممية التي أعلنت رفضها جميع أشكال التهجير القسري.
وجددت الوزارة، في بيان أمس، الرفض المطلق لسياسة التهجير، واعتبرتها شكلا بشعا من أشكال التطهير العرقي، التي تندرج في إطار محاولات خلق حالة من الفوضى السياسية والأمنية في ساحة الصراع، وضرب أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن المطلوب هو الشروع الفوري في ترتيبات دولية ملزمة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735.
وأطلقت دبابات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، نيرانها صوب عدد من الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن الاحتلال أطلق النار صوب الفلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم جنوب حي الزيتون بمدينة غزة. كما أطلقت آليات الاحتلال النار اتجاه الحدود الشمالية الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، عن تمكنه من انتشال 10 جثامين متحللة من أماكن متفرقة على طول شارع الرشيد في قطاع غزة، الاثنين. وبدأ أول أمس، النازحون بالعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله سيرا على الأقدام من شارع الرشيد الساحلي، بعد أن أمضوا ليلتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب. كما تسبب عدوان الاحتلال في تهجير أكثر من 85 بالمائة من مواطني قطاع غزة، أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، فيما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان. ورغم حجم الدمار الكبير جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدى نحو 16 شهرا، وقدره المكتب الإعلامي الحكومي بنحو 90 بالمائة، استقبلت المحافظتان في أول أيام السماح لهم بالعودة ما يزيد على 300 ألف فلسطيني.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة: «أكثر من 300 ألف فلسطيني من أبناء شعبنا عادوا من مخيمات النزوح من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال بعد تدمير منازلهم».
وتابع: «ليلتهم الأولى كانت مأساوية بكل المقاييس، فقد قضى العديد منهم الليل في العراء دون مأوى بسبب عدم وجود الخيام، بينما لجأت بعض الأسر إلى ما تبقى من المساجد والمدارس وحتى المدمرة منها، والتي أصبحت مكتظة بشكل كبير».
وأوضح أن النقص الحاد في المياه والغذاء والظروف الصحية والصعبة إضافة لانعدام الخصوصية جعلت «المبيت الأول للنازحين مليئا بالمعاناة، خاصة في ظل الطقس البارد وعدم وجود أبسط مقومات الحياة».
وذكر أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 250 ألف خيمة أو بيت متنقل (كرفان) بشكل عاجل لتوفير مآوٍ مؤقتة لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين.
ويواجه الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزّة تحديا صعبا لتوفير مقومات الحياة التي تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدميرها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حرب الإبادة الجماعية التي بدأها في 7 أكتوبر 2023، واستمرت لأكثر من 15 شهرا.
ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة بين حركة حماس وإسرائيل في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، عاد آلاف النازحين إلى مناطق سكنهم ومنازلهم المدمرة.
ومنذ 10 أيام، يشكو فلسطينيو الشمال من عدم وجود أي مصدر للمياه إضافة لعدم وجود مساحات فارغة لنصب خيام الإيواء على أرضها، وذلك بسبب أنقاض البيوت المدمرة. إلى جانب ذلك فإن المساعدات الإنسانية والإغاثية، لم تصل إلى الشمال، فيما لم يتسن لـ«الأناضول» الحصول على تصريح من الجهات الحكومية. واضطرت العائلات العائدة إلى شمال القطاع لإقامة خيام إيواء في الشوارع وقرب أنقاض منازلها المدمرة في ظل عدم وجود بدائل.
وفي مخيم جباليا بمحافظة الشمال، تعيش عائلة النجار معاناة شديدة بعدما أقامت خيمة قرب ركام منزلها المدمر لتأوي بها 9 أفراد. تقول الأم ماجدة النجار: «كل شيء صعب، لا يتوفر لدينا أي شيء يمكن أن يساعدنا على الحياة، جئنا لهذا المكان لأنه لا بديل عنه».