+ A
A -
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك:
أنتَ الذي قُلتَ:
زعَمتْ سخينةُ أن ستغلِبُ ربَّها
ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبْ الغَلاَّبِ
فقال كعب: نعم يا رسول الله
فقال له: أما إنَّ اللهَ لم ينسَ ذلكَ لكَ!
وفي كواليس القصة أنَّ ابن الزِّبعرَى هجا المسلمين وامتدحَ الأحزابَ في غزوة الخندق، فردَّ عليه حسَّان بن ثابت وكعب بن مالك.
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن هذا البيت من أبيات كعب: أما إنَّ الله لم ينسَ ذلكَ لكَ!
وفي رواية أُخرى: شكرَ اللهُ قولكَ
ومعنى البيت: أنَّ سخينة وهو لقب لقريش، بارزتْ ربَّها بالكفر والعناد، وحاربت الله ورسوله والمؤمنين، وسيُغلبُ حتماً من يُغالب الله ويُحاربه!
إنَّ هذا الدين ثُغور شتىً، فلينظر كل واحدٍ منا على أي ثغرٍ جعله الله مُستخلفاً وليحفظه جيداً، وليسده بلحمه ودمه، فهذا هو سبيله إلى الجنة!
كان كعب بن مالك موهوباً في الشِّعر، فدافع عن هذا الدين بقوافيه، لأن المعركة كانت في الشعر، والسجال كان إعلامياً، شاعر قريش ابن الزبعرى يهجو المسلمين ودعوتهم، وكعبٌ يردُّ عليه، وقد قال بيتاً لقيَ عند جبار السماوات والأرض قبولاً!
بيت شعر واحدٍ حاز به كعب بن مالك رضى الملك الجبار!
فاعملْ ولا تستصغر، احمِ ثغركَ، ولا يُؤتينَّ الإسلام من قِبلكَ، ففي هذا بإذن الله منجاتك
لا تقولي أنا ربة منزل ماذا سأفعل للإسلام، يرحمكِ الله، وهل يخرجُ أبطال الإسلام إلا من حجور الأمهات المربيات المخلصات الواعيات؟!
لا تقُلْ أنا مُدرِّس ماذا سأفعل للإسلام والمعركة شرسة عليه، رحمكَ الله، وهل جنود الإسلام في الغد إلا هؤلاء الصبية الصغار الذين هم بين يديكَ اليوم؟!
إنكَ لا تعرفُ بأي نُصرةٍ للدين تدخل الجنة، ربما ببيت شعر. أو منشور في مواقع التواصل، أو نصيحة لحيران، أو صدقة لمحتاج، إنَّ الله تعالى قريب الرِّضى، يغفر بما لا يخطر للإنسان على بال!
روى أهل الأخبار أن سيبويه بعد أن ماتَ رآه أحد تلاميذه في المنام، فقال له: ما فعلَ اللهُ بكَ
فقال: غفر اللهُ لي بقولي: اللهُ عَلَمٌ لا يحتاجُ إلى تعريف
ورُئيَ الخليل بن أحمد الفراهيدي في المنام بعد موته، فقيل له: ما فعلَ اللهُ بكَ
فقال: غفرَ لي بعجوزٍ علمتها الفاتحة!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
30/05/2021
3000