يعقوب العبيدلي
كل الشواهد في الأسرة الخليجية والعربية ذاهبة إلى التسليم بالصدمة العصبية وهو مصطلح علمي نفسي ظهر في خمسينيات القرن الماضي، الصدمة العصبية تتسبب في بلاوي ومشكلات لها أول مالها آخر، فقدان الشهية، النكوص السلوكي، الشرود الذهني، البكاء الشديد المتواصل، كفران العشير، نشوز الزوجة، العنة، عدم تقبل الآخر إلخ، أمس حدثني صديق دخل في خلاف مع زوجته واحتدم وطاش، ودخل صغاره في ما يسمى «بالصدمة العصبية»!! الصدمة العصبية ما كنا نعرفها قديماً، يقول أحدهم: ما خرب جيل اليوم ولا نساء اليوم إلا الدلع وغياب العين الحمراء والعصا الغليظة، ووسائل الإعلام، والذين ينطلقون من قواعد علم النفس الحديث، والصحة النفسية، والذين يحتذون بالنموذج الغربي في كل شيء، ويقسم صاحبنا أن «عقال» والده و«نعال» والدته كان لهما الفضل في تقويمه سلوكياً، كلما أخطأ أو تجاوز حدوده، ولهما الفضل فيما وصل إليه من مراكز مرموقة وشهادات علمية.
إن التعامل مع الأبناء والزوجة الناشز والمتنمرون بطريقة علم النفس الحديث والتربية الحديثة «الملغة» خربت الأبناء، وشحذت الزوجة على بعلها، يقول أحد المعلمين: وبخت طالباً على تقصيره، وقبل نهاية الحصة أحببت أن آخذ بيده، فرد بكل برود: «لا عليك يا أستاذ لقد سامحتك»، ويقول أحد أولياء الأمور: طلب ابني شراء «كرتون كتكات» و«شبس» مع فلفل، فمنعته خوفاً على أسنانه، فرد عليّ «مش مهم» سأشتريها وأنا راجع من المدرسة، جل البيوتات خناقات، بفضل قواعد علم النفس الحديث، خوفاً من ما يسمى «بالصدمة العصبية» التربية التقليدية صنعت رجال ونساء ونماذج تشرف وبها يحتذى، أما التربية الحديثة ففيها نظر حتى إشعار آخر.
إن عقيدة الصدمة العصبية أحسها خرافة تقوم على استغلال الأوضاع والخلافات لتمرير سياسات أو حلول يرفضها العقل الباطن، أو العاقل، في الحالات الطبيعية، وعلى الخير والمحبة نلتقي.