+ A
A -
يعقوب العبيدلي
الحنّة والأذية والشجار والخلافات في الأسرة تجربة مريرة.. تدمر صحة الطرفين، وتزيد احتمالات التعب والوهن، والإصابة بالأمراض المزمنة، أحياناً تصل بطرف أو الاثنين إلى الجنون.
بعد عدة مراحل من الحنة والرنة والزنة، تبدأ تتهيج التفاعلات الكيميائية في الدماغ، والتي تسبب اضطرابا هرمونيا كبيرا، مما يجعل الأسرة عرضة لعاصفة من المشاعر الجارفة الحارقة التي لا تملك القوة الكافية للصمود أمامها، ويتعرض الدماغ لظروف قاسية من الضغط الذهني والعصبي، يبدأ السيروتونين، والذي يسمى «هرمون السعادة» بالانخفاض حتى يصل إلى أسوأ مستوياته، ويدخل الطرف المظلوم مرحلة حرجة من الأمراض النفسية والعصبية والذهانية والقلق والاكتئاب والوسوسة وعدم الثقة، والسب والشتم واللعن ويقعد «يأكل في نفسه» وتتراجع قدراته العقلية الممثلة بالتحليل والمنطق، فيغيب العقل في اللحظات الانفعالية، وتتحكم المشاعر السلبية وتسود كليا، وينعدم هرمون الذكورة ويتضاءل، فيكره الرجل المرأة، وتنعدم هرمونات الأنثى وتتضاءل فتكره المرأة الرجل، ويحفز السلوك العدواني لدى الطرفين للبروز وإظهار العنتريات والأكشن، وفي غياب العقل في هذه المرحلة، قد يقع الطلاق والانفصال، وهذا يعني وصول طرف أو الاثنين أو الأطراف في ظل غياب العقل إلى حافة الهاوية، بسبب ازدياد السلوك العدواني سواء كان باللسان أو اليد، بالتصريح أو التلميح، عندها تحدث التصرفات الوحشية والمجنونة، من كر وفر، وهجمات شرسة، التي يقوم بها عادة المجانين، وربما تتسع الدائرة لتشمل أهل الزوج، وأهل الزوجة، والزملاء، والناس أجمعين.
هناك عاصفة من التغيرات الكيميائية بالجسم تغير سلوكنا عند وقوع الخلاف لتتحول أيامنا إلى أيام عجاف، ومفاجآت مخيفة، الصدام في الأسرة، لحظات جدب وقحط وجفاف، تحدث فيها التصرفات المجنونة التي قد لا تبقي ولا تذر، نتيجة الوحشية في القول والفعل، ونسأل الله السلامة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

[email protected]
copy short url   نسخ
01/06/2021
2856