حمد حسن التميميفي قديم الزمان، كان طالب العلم مضطراً في كثير من الأحيان إلى قطع مسافات شائعة في أقصى الظروف الجوية، مرتحلاً من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر على ظهر الجمال وغيرها من الأنعام، بغية اكتساب المعرفة والتتلمذ على أيدي أساتذة اشتهروا في سائر الأصقاع بعلمهم وحكمتهم التي لا تضاهى.
وقتها، كان الناس يبذلون جهداً خارقاً في سبيل التعلم، حيث لا وسائل مواصلات حديثة ولا شبكة عنكبوتية تمكنهم من معرفة ما يريدونه وهم في منازلهم، لكن مع مرور العقود وتعاقب القرون ازدهرت الحضارات وأصبح العالم قرية صغيرة لا يخفى على أحد فيها شيء.
فاليوم يستطيع إنسان يسكن في أقصى الشرق أن يعرف بوقت قياسي ما يجري في أقصى الجنوب دون أن يتحرك خارج محيط بيته إنشاً واحداً، وذلك عبر العالم الافتراضي الذي أتاحته الإنترنت، وبخاصة عبر محرك البحث الأشهر عالميّاً «جوجل» الذي أتاح لنا معرفة الكثير مما يجري حولنا بشكل لحظي ثانية بثانية.
لكن كما هو الحال في كل شيء يدخل ضمن حيز الوجود البشري، فلا وجود لشيء إلا بمقابل، وحتى تحصل على أمر في دنيا البشر فعليك أن تدفع ثمنه بغض النظر عما إذا كان أمراً جيداً أم سيئاً وعليه، في مقابل التطور التكنولوجي والعلمي الذي حققناه حتى اللحظة، والذي يسّر لنا سبل العيش وجعل بمقدور الفرد تثقيف نفسه ذاتيّاً دون حاجة إلى معلم يقف ممسكاً طبشوره ليلقنه المعرفة، أصبحت المعلومات المغلوطة منتشرة في كل مكان، فصار «جوجل» نطاقاً ينشر فيه كل من هب ودب ما يريده بعلم أو دون علم، مما أدى إلى لغط كبير، وتشويه الكثير من الحقائق حولنا، رغم كل آليات المحرك الحديثة وخوارزمياته التي يُقال بأنها مصممة لضمان بيئة بيانات وتصفح آمنة وموثوقة.
في الماضي كانت لعنة الجهل عنوان العصر، بينما اليوم أصبحت البيانات المزيفة والمعلومات الخاطئة عنوان زماننا، وكأنها نفس اللعنة لكن بصيغة أخرى، حيث ترى بعض الأشخاص يستعينون بمحركات البحث لاستخراج المعلومات دون التأكد من صحتها وحداثتها، ليستخدموها في مناقشاتهم أو كتبهم وغيرها، وكأن العم «جوجل» لا يخطئ أبداً.
اليوم أصبح الساذج يناقش العالم العارف، والجاهل يتفلسف على الفيلسوف الذي قضى عمره بين صفحات الكتب بضغطة زر وبحث سريع لا يتطلب سوى ثوانٍ أو دقائق معدودات، ليستخرج من خلاله المسدس الذي سيشهره في وجه منافسه دون التأكد من صلاحية السلاح المراد استخدامه في المعركة!
إذن، فما كان السبب في ربط بلدان الكرة الأرضية ببعضها البعض، وإتاحة المعرفة للناس جميعاً بمختلف أطيافهم، صار اللعنة الجديدة التي حلّت بهذا العالم، فانتشرت السطحية، والمحتوى الهابط، واشتُهر أصحاب المواقع والقنوات الذين يستخفون بعقل القارئ والمتلقّي، لتتدفق آلاف الدولارات إلى جيوب من لا يستحقون دولاراً واحداً، ولو أن هؤلاء أنفسهم كانوا في زمن ماضٍ غير هذا الزمان لوجدوا أنفسهم أفقر الناس، ولما أقام لهم أحد أهمية ولا وزناً، لكن الأقدار شاءت أن يكونوا أبناء هذا العصر ليتحفونا بغبائهم ومعلوماتهم التي يستقون أغلبها من «جوجل».
لهذا كله، لا بد للشركات التي تموّل محركات البحث أن تضع آليات تضمن موثوقية المعلومات أكثر «رغم صعوبة الأمر»، وعلينا كأفراد ألا ننتظرها كي تقوم بدورها، بل أن نكون قراء واعين ومتابعين على قدر كبير من المسؤولية، فنتحرى صحة البيانات التي نحصل عليها من الإنترنت كي لا نقع فريسة التضليل والخداع والغباء المنتشر في الصفحات.
وهذا لا يعني أن كل ما يقدمه العم «جوجل» خاطئ، فهناك الكثير من المواقع والمنصات التي تقدم معلومات موثوقة، لكن علينا أن نعرف كيف نفرق بينها وبين تلك التي تدلي ببيانات لا أساس لها من الصحة، حتى نكتسب معرفة حقيقية نسخرها لخدمة المجتمع، وننهل علماً نستفيد منه في تحسين حياتنا وننفع به إخوتنا في الإنسانية.
وقتها، كان الناس يبذلون جهداً خارقاً في سبيل التعلم، حيث لا وسائل مواصلات حديثة ولا شبكة عنكبوتية تمكنهم من معرفة ما يريدونه وهم في منازلهم، لكن مع مرور العقود وتعاقب القرون ازدهرت الحضارات وأصبح العالم قرية صغيرة لا يخفى على أحد فيها شيء.
فاليوم يستطيع إنسان يسكن في أقصى الشرق أن يعرف بوقت قياسي ما يجري في أقصى الجنوب دون أن يتحرك خارج محيط بيته إنشاً واحداً، وذلك عبر العالم الافتراضي الذي أتاحته الإنترنت، وبخاصة عبر محرك البحث الأشهر عالميّاً «جوجل» الذي أتاح لنا معرفة الكثير مما يجري حولنا بشكل لحظي ثانية بثانية.
لكن كما هو الحال في كل شيء يدخل ضمن حيز الوجود البشري، فلا وجود لشيء إلا بمقابل، وحتى تحصل على أمر في دنيا البشر فعليك أن تدفع ثمنه بغض النظر عما إذا كان أمراً جيداً أم سيئاً وعليه، في مقابل التطور التكنولوجي والعلمي الذي حققناه حتى اللحظة، والذي يسّر لنا سبل العيش وجعل بمقدور الفرد تثقيف نفسه ذاتيّاً دون حاجة إلى معلم يقف ممسكاً طبشوره ليلقنه المعرفة، أصبحت المعلومات المغلوطة منتشرة في كل مكان، فصار «جوجل» نطاقاً ينشر فيه كل من هب ودب ما يريده بعلم أو دون علم، مما أدى إلى لغط كبير، وتشويه الكثير من الحقائق حولنا، رغم كل آليات المحرك الحديثة وخوارزمياته التي يُقال بأنها مصممة لضمان بيئة بيانات وتصفح آمنة وموثوقة.
في الماضي كانت لعنة الجهل عنوان العصر، بينما اليوم أصبحت البيانات المزيفة والمعلومات الخاطئة عنوان زماننا، وكأنها نفس اللعنة لكن بصيغة أخرى، حيث ترى بعض الأشخاص يستعينون بمحركات البحث لاستخراج المعلومات دون التأكد من صحتها وحداثتها، ليستخدموها في مناقشاتهم أو كتبهم وغيرها، وكأن العم «جوجل» لا يخطئ أبداً.
اليوم أصبح الساذج يناقش العالم العارف، والجاهل يتفلسف على الفيلسوف الذي قضى عمره بين صفحات الكتب بضغطة زر وبحث سريع لا يتطلب سوى ثوانٍ أو دقائق معدودات، ليستخرج من خلاله المسدس الذي سيشهره في وجه منافسه دون التأكد من صلاحية السلاح المراد استخدامه في المعركة!
إذن، فما كان السبب في ربط بلدان الكرة الأرضية ببعضها البعض، وإتاحة المعرفة للناس جميعاً بمختلف أطيافهم، صار اللعنة الجديدة التي حلّت بهذا العالم، فانتشرت السطحية، والمحتوى الهابط، واشتُهر أصحاب المواقع والقنوات الذين يستخفون بعقل القارئ والمتلقّي، لتتدفق آلاف الدولارات إلى جيوب من لا يستحقون دولاراً واحداً، ولو أن هؤلاء أنفسهم كانوا في زمن ماضٍ غير هذا الزمان لوجدوا أنفسهم أفقر الناس، ولما أقام لهم أحد أهمية ولا وزناً، لكن الأقدار شاءت أن يكونوا أبناء هذا العصر ليتحفونا بغبائهم ومعلوماتهم التي يستقون أغلبها من «جوجل».
لهذا كله، لا بد للشركات التي تموّل محركات البحث أن تضع آليات تضمن موثوقية المعلومات أكثر «رغم صعوبة الأمر»، وعلينا كأفراد ألا ننتظرها كي تقوم بدورها، بل أن نكون قراء واعين ومتابعين على قدر كبير من المسؤولية، فنتحرى صحة البيانات التي نحصل عليها من الإنترنت كي لا نقع فريسة التضليل والخداع والغباء المنتشر في الصفحات.
وهذا لا يعني أن كل ما يقدمه العم «جوجل» خاطئ، فهناك الكثير من المواقع والمنصات التي تقدم معلومات موثوقة، لكن علينا أن نعرف كيف نفرق بينها وبين تلك التي تدلي ببيانات لا أساس لها من الصحة، حتى نكتسب معرفة حقيقية نسخرها لخدمة المجتمع، وننهل علماً نستفيد منه في تحسين حياتنا وننفع به إخوتنا في الإنسانية.