+ A
A -
محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلا يتعلّق الأمر هنا بالنبوءات التي تخرج من هنا وهناك حول العمر الافتراضي للكيان المحتل بقدر ما يتعلّق الأمر بمؤشرات موضوعية ومعطيات واقعية تتحرّك على الأرض، لا يتعلّق الأمر هنا أيضا بالحرب الأخيرة على قطاع غزة ومجمل الجرائم المرتكبة وما حققته المقاومة من انتصارات على الأرض وعلى المشهد الاتصالي الدولي، بل يتعلّق الأمر أساسا بإدراك دولة الكيان أنّ استئصال الفلسطينيين واغتصاب الأرض ومصادرة المقدسات أمر غدا مستحيلا وغير قابل للتحقيق.
صحيح أن دولة الاحتلال قد حققت خلال أكثر من ثلاثة وسبعين عاما اختراقا كبيرا على الأرض وضمّت مساحات شاسعة من أرض العرب والمسلمين وشرّدت الملايين من الفلسطينيين لكنها لم تستطع أن تُلغي المقاومة وخيار المقاومة، نجحت الحركة الصهيونية في السيطرة على الإعلام الدولي وتحولت محرقة اليهود الجريمة الوحيدة خلال الحرب العالمية الثانية التي يجب الاعتراف بها في حين ألغيت كل الجرائم الأخرى.
لكن الجبهة التي حققت فيها دولة الكيان أعظم الاختراقات هي الجبهة العربية حيث بلغت الاتفاقات العربية مع الكيان الإسرائيلي مرحلة متقدمة وصارت الزيارات الرسمية للكيان المحتل تُبثّ على الهواء مباشرة دون خجل أو حياء. بل الأدهى من كل ذلك هو ظهور جبهة عربية أكثر تطرفا من جيوش المحتلّ إذْ هي تُطالب بتصفية القضية نهائيا مهما كانت التكاليف. ظهرت اليوم أصوات عربية من فنانين ونخب وسياسيين تتبرّأ من المقدسات ومن حق الشعب الفلسطيني وترى في السلام المكذوب الحلّ الوحيد الممكن للقضية العربية الأمّ.
كان المحتلّ يظنّ أنّ هذه الانتصارات ستكون قادرة على إلغاء حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وأنها ستُلحق فلسطين ببقية الأوطان التي تمّ إفراغُها من أهلها في أميركا وأستراليا لكن بعد أكثر من سبعين سنة لا يزال خيار المقاومة هو الخيار الحاسم والوحيد. بل إن ما طوّره شعب فلسطين من أدوت المقاومة والصمود سواء على المستوى العسكري أو التواصلي شكّل تحوّلا نوعيا في مستقبل المواجهة وطبيعة الصراع وهو التحول الذي ضاعف شكوك كثيرين داخل دولة الكيان حول قبلية دولتهم للحياة والاستمرار. إن قدرة الشعب الفلسطيني المحاصر على تطوير ذاته والصمود في وجه آلة عسكرية ضخمة هي الأكثر توحشا في المشرق العربي يعدّ انتصارا كبيرا في سياقه الحالي. وهو المؤشر الذي يؤكد أن اختراق الوعي العربي المقاوم لم يتحقق ولا يزال شعب فلسطين ومن ورائه الشعوب العربية قادرة على الصمود.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلا يتعلّق الأمر هنا بالنبوءات التي تخرج من هنا وهناك حول العمر الافتراضي للكيان المحتل بقدر ما يتعلّق الأمر بمؤشرات موضوعية ومعطيات واقعية تتحرّك على الأرض، لا يتعلّق الأمر هنا أيضا بالحرب الأخيرة على قطاع غزة ومجمل الجرائم المرتكبة وما حققته المقاومة من انتصارات على الأرض وعلى المشهد الاتصالي الدولي، بل يتعلّق الأمر أساسا بإدراك دولة الكيان أنّ استئصال الفلسطينيين واغتصاب الأرض ومصادرة المقدسات أمر غدا مستحيلا وغير قابل للتحقيق.
صحيح أن دولة الاحتلال قد حققت خلال أكثر من ثلاثة وسبعين عاما اختراقا كبيرا على الأرض وضمّت مساحات شاسعة من أرض العرب والمسلمين وشرّدت الملايين من الفلسطينيين لكنها لم تستطع أن تُلغي المقاومة وخيار المقاومة، نجحت الحركة الصهيونية في السيطرة على الإعلام الدولي وتحولت محرقة اليهود الجريمة الوحيدة خلال الحرب العالمية الثانية التي يجب الاعتراف بها في حين ألغيت كل الجرائم الأخرى.
لكن الجبهة التي حققت فيها دولة الكيان أعظم الاختراقات هي الجبهة العربية حيث بلغت الاتفاقات العربية مع الكيان الإسرائيلي مرحلة متقدمة وصارت الزيارات الرسمية للكيان المحتل تُبثّ على الهواء مباشرة دون خجل أو حياء. بل الأدهى من كل ذلك هو ظهور جبهة عربية أكثر تطرفا من جيوش المحتلّ إذْ هي تُطالب بتصفية القضية نهائيا مهما كانت التكاليف. ظهرت اليوم أصوات عربية من فنانين ونخب وسياسيين تتبرّأ من المقدسات ومن حق الشعب الفلسطيني وترى في السلام المكذوب الحلّ الوحيد الممكن للقضية العربية الأمّ.
كان المحتلّ يظنّ أنّ هذه الانتصارات ستكون قادرة على إلغاء حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وأنها ستُلحق فلسطين ببقية الأوطان التي تمّ إفراغُها من أهلها في أميركا وأستراليا لكن بعد أكثر من سبعين سنة لا يزال خيار المقاومة هو الخيار الحاسم والوحيد. بل إن ما طوّره شعب فلسطين من أدوت المقاومة والصمود سواء على المستوى العسكري أو التواصلي شكّل تحوّلا نوعيا في مستقبل المواجهة وطبيعة الصراع وهو التحول الذي ضاعف شكوك كثيرين داخل دولة الكيان حول قبلية دولتهم للحياة والاستمرار. إن قدرة الشعب الفلسطيني المحاصر على تطوير ذاته والصمود في وجه آلة عسكرية ضخمة هي الأكثر توحشا في المشرق العربي يعدّ انتصارا كبيرا في سياقه الحالي. وهو المؤشر الذي يؤكد أن اختراق الوعي العربي المقاوم لم يتحقق ولا يزال شعب فلسطين ومن ورائه الشعوب العربية قادرة على الصمود.