يعقوب العبيدلي
مثل شعبي سوداني جميل ، وكلنا نحب السودان وأهله الأخيار الأطهار وأمثاله ، زرت الخرطوم في سنوات خلت ، وجلست في فنادقها ، وتنقلت في أحيائها وشوارعها ، ودرست في جامعة القرآن والعلوم الإسلامية الكائنة في مدينة ( أم درمان ) وتعرفت على كوكبة من الأكاديميين والدعاة فيها ، والتقيت مع شبابه من الزملاء والأحبة ، وحتى لا يأخذني الاستطراد بعيداً ويتوه بي ، أرجع إلى المثل أعلاه والذي معناه باختصار " من يفعل لا يتحدث " فهناك الكثيرين من الموهوبين في مجال الكلام والتعبير عن الذات و الأفكار ، فاشلين في مراحل التطبيق والتنفيذ ، يعني " خريط ميمّع ، تعال بس وتسمّع " يقابلها بالعامية السودانية " الزول ده بتاع كلام " ، و هم كثر من آتاهم الله موهبة التأثير في الحضور و القدرة على التعبير و الكلام والتنظير ، ولكن في المواقف لا موقف ، كبعض الإعلاميين ومن وسّدوا الأمانة، بعضهم " ما زول شغل " ورغم وجود هذه العينات، إلا أن هناك نماذج حباها الله وأنعم عليها بالموهبتين معاً ، القدرة التعبيرية والكلامية والتنظيرية ، والتنفيذية والإدارية والإشرافية في الوقت نفسه ، تجدهم في كل الميادين قادرون على العطاء والبذل في المواقع التي يشغلونها ،
و يصلون في مضمارها حد المهارة و الحنكة ،
و بذلك وجب على أعضاء لجان المقابلات لاختيار المناسب من الموظفين والموظفات لبعض المواقع المهنية الشاغرة ، أن يطبقوا المعايير على المتقدمين والراغبين ، ويبتعدوا عن الانطباعات الشخصية في المقابلات ، لأن المسألة في تقديري تحكمها أمور حسابية و قياسية لعملية الاختيار ، فلا تعتقدوا أن كل متمكن من ناصية القول و موهوب في مجال التعبير و الكلام هو الصالح للوظيفة ، لأن العكس أحياناً قد يكون صحيحاً ، فكم تضررت نتائج الواقع المهني من عيوب تتعلق بمهارات شخصية لم تتوفر عند القيادة الإدارية ، أنا شخصياً لي تحفظي على المثل السوداني ( السوَّاي ما حدَّاث ) فكثيراً من الساسة والإعلاميين وحملة الأقلام والصحفيين والأئمة و المفوهين من المثقفين سجلوا مواقف خالدة ، وتركوا أثراً حسناً ، وإنجازات ماثلة أمام الأمة ، وهناك بالمقابل عينات " ما حدّاث " قليلة الكلام ، قليلة المشاركة ، عديمة الإنجاز والإبداع والفعل ، أثبتوا فشلهم وتقصيرهم ، " حسبنا الله ونعم الوكيل " وعلى الخير والمحبة نلتقي .