+ A
A -
سمير البرغوثي
أينما حطت طائرة السلام القطرية يحف بها سرب حمام يرفع راية السلام وخريطة سلام وضع إطارها سيد الوطن وصاغ بنودها رجل الدبلوماسية وفريقه الذي لا تهدأ طائرتهم؛ تحلق في الليالي الحالكة من الشمال إلى الجنوب، تحمل الهم الإنساني نحو حياة آمنة تبنى فيها حضارات وتقام فيها أمم تنعم بالسلام.
لقد شاهدنا لافتات في مختلف ربوع الوطن العربي:
شكرا قطر رفعها الشعب اللبناني في الجنوب..
شكرا قطر رفعها الشعب الفلسطيني وأيضا في الجنوب..
شكرا قطر رفعها الشعب السوداني وفي الخرطوم والجنوب..
شكرا قطر رفعها الشعب الجيبوتي..
ورفعها الشعب الأريتيري والشعب الأفغاني..
شكرا قطر من أميركا.
نعم.. شكرا، فدولة قطر تقدم خدماتها في فض النزاعات، وتتحمل كل ما يتبع ذلك من نفقات وتكاليف ودون أن تكون لها أية أجندة أو أطماع، هدفها نشر السلام في ربوع عالمنا العربي والإسلامي وبين الدول الصديقة، تهدئ الخواطر وتلثم الجراح وتمسح على رؤوس الأيتام.
تعبر البسمة القطرية الأجواء المشحونة فتعيد إليها الهدوء، حتى باتت قطر توصف وفق تقرير للجزيرة بأنها (منصة النهايات السعيدة)، ولقد شهدنا في فبراير 2020 ومن على منصة النادي الدبلوماسي في قطر المصافحة بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان لإنهاء أطول حرب خاضتها أميركا في الخارج. ولقد شهدت بأم عيني الرجال الأشداء يبتسمون للسلام الذي يرون أنه البداية لبناء وطن عصري جدبد في أفغانستان.
واليوم والعالم يموج في بعضه وتكاد تعصف به ويلات حروب، توجه الدوائر الخبيثة رحاها في القرن الإفريقي والخليج والشرق الأوسط. وتتوجه قطر بكل قوتها وثقلها السياسي لتنزع فتيل الخلاف، ولما كسبته من خبرة واحترام وتقدير توجهت قطر بكل موروثها لمنع نشوب حرب ثالثة في الخليج مع الجار الإيراني.
وقد شهدنا أعنف تدمير مارسته إسرائيل في غزة، وقد وضعت قطر كل دبلوماسياتها السياسية والاقتصادية والناعمة لوقف تلك الحرب، ليضاف إلى نجاحاتها في وضع نهايات سعيدة لكثير من أزمات ومشاكل إقليمية ودولية.
لقد ظهرت براعة الدبلوماسية القطرية في نزع فتيل الأزمات في العام 1999 عندما تمكن الوسيط القطري من التوصل إلى اتفاق للأفراج عن قيادات حماس من سجن الجويدة بالأردن والعودة بهم برفقة وزير الدولة للشؤوون الخارجية إلى الدوحة لتهدأ الخواطر وتعود المودة.
وتابعنا الجهد القطري في دارفور، وقد استمرت المفاوضات عدة سنوات توجت باتفاق الدوحة، ولقد شهد العالم ما تحقق بفعل الوساطة القطرية التي تباينت سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة، وتتبنى دولة قطر في سياستها الخارجية مبدأ الوساطة والحياد تجاه الأطراف المختلفة في تلك الملفات.
شكرا قطر تبذرين المودة والسلام وتمضين فليس لك أجندة خاصة أو أهداف خبيثة لا في الشمال ولا في الجنوب، ورسالتك نشر المحبة والسلام بين الشعوب.
copy short url   نسخ
06/06/2021
3024