+ A
A -
خالد وليد محمود
باحث دكتوراه في العلوم السياسية
كان البحث عن معنى للحياة ولا يزال قضية مشتركة بين أغلب الفلاسفة والمفكرين، فعند أفلاطون مثلا معنى الحياة هو في تحقيق أعلى شكل من أشكال المعرفة، وهو من أوائل الفلاسفة الذين تحدثوا عن أن العوالم لا توجد بأشكال ملموسة ومحسوسة، وإنما بأنماط روحية.
أما الفليسوف شوبنهاور، فرأى أن الوجود الإنساني فوضوي وبلا معنى.. أما نيتشه فلديه مقولته المأثورة التي لخّص فيها رؤيته لمعنى الحياة، حيث قال «من كان لديه سبب يعيش من أجله، يستطع أن يتحمل تقريبا أي شيء».
لكن هل يستطيع الإنسان أن يتمسك بالحياة وسط أصعب الظروف، وأن لا يستسلم وأن يختار الحياة ويجد معنى لها حتى لو عاش ظلم اجتماعي أو مأساة شخصية؟
هذا هو السؤال الفلسفي الأساسي الذي أجاب عنه طبيب الأمراض العصبية والنفسية، النمساوي فيكتور فرانكل في كتابه «الإنسان يبحث عن معنى»، من خلال تجربته الشخصية كسجين في أشد المعتقلات النازية شراسة، والتي سجل تفاصيلها بعمق مؤلم ودقيق في النصف الأول من كتابه هذا.
لقد دوّن فرانكل خبرته وتجربته التي عاشها أثناء حبسه، ثم طور هذا الرجل مدرسة في علم النفس تسمى العلاج بالمعنى أو مدرسة فيينا الثالثة للعلاج النفسي، ومدارها يقوم على مساعدة البشر على إيجاد هدف وغاية في حياتهم!
يتحدد جوهر نظرية فيكتور فرانكل في أن الإنسان إذا وجد في حياته معنى أو هدفا، فإن ذلك يعني أن «وجوده» له أهميته وله مغزاه، وأن حياته جديرة بأن تعاش.
فرانكل الذي كتب في مقدمة كتابه: «بكل بساطة أردت أن أوصل للقارئ مثالا واضحا بأنه يمكن للحياة أن تحمل معنى ما تحت أي ظرف من الظروف، بما في ذلك تلك اللحظات التي تبدو الأكثر بؤساً».
في هذا الكتاب طاقة إيجابية ودروس عميقة في استثمار العقل والمعرفة لتجاوز كل المصاعب والمعوقات والهزائم والخيبات، و«ويل لمن لا يرى في الحياة معنى» كما يقول فرانكل!
copy short url   نسخ
09/06/2021
1121