+ A
A -
حمد حسن التميمي إن مصطلح أثر الفراشة، هو عبارة عن استعارة لفظية تستعمل بقصد التعبير عن التأثير الذي يمكن أن تسببه الأحداث متناهية الصغر في العالم من حولنا، حيث يمكن لحدث صغير يكاد لا يُذكر أن يكون سبباً في حدوث نتائج هائلة الاتساع.
ويمكن تشبيه أثر الفراشة بالدومينو المؤلفة من عدد متفاوت من القطع، ما إن تسقط القطعة الصغيرة الأولى حتى تتداعى بقية المجموعة وصولاً إلى أكبر قطعة من السلسلة.
أما التاريخ فيحكي لنا قصة الحرب العالمية الأولى التي أحدثت خراباً وويلات عالمية، وكيف أنها كانت نتيجة مقتل ولي عهد النمسا آنذاك، رغم أنه لا يمكن القول بأن الحرب التي أسفرت عن مقتل 8,5 مليون شخص حدثت جراء مقتل رجل واحد، لكن اغتياله كان الشرارة الأولى التي أطلقت تلك الحرب المدمرة أو كان بمثابة تحريك جناح الفراشة.
في واحد من أعظم أعمال الكاتب والمؤلف الأميركي الشهير «ستيفن كينغ»، يكتشف شاب يدعى «جيك» بوابة داخل حجرة المؤن في منزله يمكنها أن تأخذه عبر الزمن إلى عام 1958م، وبعد قيامه ببضع زيارات وتجارب، ظن جيك أن بوسعه تغيير التاريخ، وبينما أمضى فترة طويلة في الماضي، لم يمضِ على الوقت الحاضر الذي أتى منه سوى دقيقتين فحسب، لذلك كله قرر العيش في تلك الحقبة حتى عام 1963م حتى يتمكن من منع اغتيال الرئيس جون ف. كينيدي، معتقداً في قرارة نفسه أنه بهذا التغيير سيسهم في بناء مستقبل مشرق للإنسانية.
وبعد سنوات من مطاردة «لي هارفي أوزوالد» بهدف منعه من إطلاق النار على كينيدي، ينجح جيك في نهاية المطاف في تحقيق مسعاه، متوقعاً أن يجد العالم عندما يرجع إلى الحاضر مكاناً أفضل نتيجة لما فعله، لكن بدلاً من ذلك يحدث العكس، إذ عاد إلى واقع حيث الزلازل منتشرة في كل مكان، ومنزله القديم محطم ومخرب، وقد دمرت الحرب النووية أجزاء كبيرة من المعمورة، مما دفع جيك للعودة مجدداً إلى عام 1958م بغية إعادة التاريخ إلى ما كان عليه قبل محاولته تغييره.
في الواقع، نعتقد جميعنا تقريباً أننا لو استطعنا تغيير شيء بسيط في الماضي، فإننا بذلك سنحيا الحياة التي نحلم بها، لكن لو كان بإمكاننا العودة بالزمن إلى الوراء لنفعل ما نعتقد بأنه الصواب، لرأينا بأم أعيننا أن الواقع الجديد بعد التغيير الذي أحدثناه سيغدو مخالفاً تماماً لما توقعناه، إذ إن التغيير البسيط الذي أجريناه على الماضي سيُحدث جملة من التبدلات والنتائج الكبيرة على مدار السنوات اللاحقة.
وها نحن اليوم في حادثة غير مسبوقة، حيث أطل علينا فيروس كورونا المستجد، الذي اجتاح شتى بقاع الأرض، مما اضطر العديد من الدول إلى إغلاق مطاراتها وحدودها وأسواقها ومدارسها، وصولاً إلى حظر التجول الجزئي والتام كما لو أننا في خضم حرب عالمية، بيد أننا في الحقيقة في صراع مع عدو صغير لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، والذي استطاع وحده أن يتسبب في نتائج كارثية.
كانت بداية نظرية الفراشة في الأرصاد الجوية على يد عالم الأرصاد «إدوارد لورنز» الذي أطلقها سنة 1963م، والتي يشرحها التعبير القائل: «رفرفة جناح الفراشة في الصين يمكن أن تتسبب في حدوث إعصار مدمر في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط»، غير أنها دخلت فيما بعد في مجالات عديدة كالفيزياء، والاقتصاد، والرياضيات وغيرها.
لكن ما يهمنا حقّاً هو أن يكون لأثر الفراشة تأثير إيجابي يقود العالم إلى نظام جديد فيه خير البشرية، عماده التقدم، والتطور على كافة الأصعدة، ومشاركة المعارف والعلوم، والعمل يداً واحدة لتحسين الأنظمة الصحية، والارتقاء بالحضارات، والاستفادة من أخطائنا وتجاربنا المتنوعة لبناء مستقبل أفضل للأجيال اللاحقة.
www.hamadaltamimiii.com
ويمكن تشبيه أثر الفراشة بالدومينو المؤلفة من عدد متفاوت من القطع، ما إن تسقط القطعة الصغيرة الأولى حتى تتداعى بقية المجموعة وصولاً إلى أكبر قطعة من السلسلة.
أما التاريخ فيحكي لنا قصة الحرب العالمية الأولى التي أحدثت خراباً وويلات عالمية، وكيف أنها كانت نتيجة مقتل ولي عهد النمسا آنذاك، رغم أنه لا يمكن القول بأن الحرب التي أسفرت عن مقتل 8,5 مليون شخص حدثت جراء مقتل رجل واحد، لكن اغتياله كان الشرارة الأولى التي أطلقت تلك الحرب المدمرة أو كان بمثابة تحريك جناح الفراشة.
في واحد من أعظم أعمال الكاتب والمؤلف الأميركي الشهير «ستيفن كينغ»، يكتشف شاب يدعى «جيك» بوابة داخل حجرة المؤن في منزله يمكنها أن تأخذه عبر الزمن إلى عام 1958م، وبعد قيامه ببضع زيارات وتجارب، ظن جيك أن بوسعه تغيير التاريخ، وبينما أمضى فترة طويلة في الماضي، لم يمضِ على الوقت الحاضر الذي أتى منه سوى دقيقتين فحسب، لذلك كله قرر العيش في تلك الحقبة حتى عام 1963م حتى يتمكن من منع اغتيال الرئيس جون ف. كينيدي، معتقداً في قرارة نفسه أنه بهذا التغيير سيسهم في بناء مستقبل مشرق للإنسانية.
وبعد سنوات من مطاردة «لي هارفي أوزوالد» بهدف منعه من إطلاق النار على كينيدي، ينجح جيك في نهاية المطاف في تحقيق مسعاه، متوقعاً أن يجد العالم عندما يرجع إلى الحاضر مكاناً أفضل نتيجة لما فعله، لكن بدلاً من ذلك يحدث العكس، إذ عاد إلى واقع حيث الزلازل منتشرة في كل مكان، ومنزله القديم محطم ومخرب، وقد دمرت الحرب النووية أجزاء كبيرة من المعمورة، مما دفع جيك للعودة مجدداً إلى عام 1958م بغية إعادة التاريخ إلى ما كان عليه قبل محاولته تغييره.
في الواقع، نعتقد جميعنا تقريباً أننا لو استطعنا تغيير شيء بسيط في الماضي، فإننا بذلك سنحيا الحياة التي نحلم بها، لكن لو كان بإمكاننا العودة بالزمن إلى الوراء لنفعل ما نعتقد بأنه الصواب، لرأينا بأم أعيننا أن الواقع الجديد بعد التغيير الذي أحدثناه سيغدو مخالفاً تماماً لما توقعناه، إذ إن التغيير البسيط الذي أجريناه على الماضي سيُحدث جملة من التبدلات والنتائج الكبيرة على مدار السنوات اللاحقة.
وها نحن اليوم في حادثة غير مسبوقة، حيث أطل علينا فيروس كورونا المستجد، الذي اجتاح شتى بقاع الأرض، مما اضطر العديد من الدول إلى إغلاق مطاراتها وحدودها وأسواقها ومدارسها، وصولاً إلى حظر التجول الجزئي والتام كما لو أننا في خضم حرب عالمية، بيد أننا في الحقيقة في صراع مع عدو صغير لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، والذي استطاع وحده أن يتسبب في نتائج كارثية.
كانت بداية نظرية الفراشة في الأرصاد الجوية على يد عالم الأرصاد «إدوارد لورنز» الذي أطلقها سنة 1963م، والتي يشرحها التعبير القائل: «رفرفة جناح الفراشة في الصين يمكن أن تتسبب في حدوث إعصار مدمر في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط»، غير أنها دخلت فيما بعد في مجالات عديدة كالفيزياء، والاقتصاد، والرياضيات وغيرها.
لكن ما يهمنا حقّاً هو أن يكون لأثر الفراشة تأثير إيجابي يقود العالم إلى نظام جديد فيه خير البشرية، عماده التقدم، والتطور على كافة الأصعدة، ومشاركة المعارف والعلوم، والعمل يداً واحدة لتحسين الأنظمة الصحية، والارتقاء بالحضارات، والاستفادة من أخطائنا وتجاربنا المتنوعة لبناء مستقبل أفضل للأجيال اللاحقة.
www.hamadaltamimiii.com