+ A
A -
جاءَ الإسلامُ فوجدَ البشرية في حالةٍ يُرثى لها، ممالك قائمة على الظلم وسرقة خيرات الآخرين، وأد بنات، وامتهان نساء، وأكل رِبا، وشرب خمر، وعبودية.
وشيئاً فشيئاً أعملَ الإسلام العظيم معوله وبدأ يهدم كل هذه الجاهلية المقيتة، تصدى للإمبراطوريات القائمة على الشرك والوثنية، وأعاد حق البنات في الحياة وحرَّم الوأد، وجعل النساء شقائق الرجال وأوصاهم بهنَّ خيراً، نظَّمَ التجارة فأحلَّ البيعَ وحرَّم الربا، منعَ الخمور، وسعى لتحرير الناس من رق العبودية، فجعل كثيراً من الذنوب كفارتها عتق الرقاب، ثم زادَ فجعلَ ذلك قربى لله تعالى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما رجلٍ أعتقَ امرأً مسلماً استنقذَ اللهُ بكل عضو منه عضواً من النار!
أما الآن فقد مضى زمن العبودية، ولكن زمن العتق لم ينقضِ! والإحسان إلى الناس ما زال سارياً، ولا أحد أوفى من الله!
فمن استنقذَ عيناً من البكاء فإنَّ الله سبحانه لا محالة مستنقذٌ عينه من دمعةٍ كانت ستصيبه وهذه بتلك!
ومن استنقذَ بطناً من الجوع فإنَّ الله سبحانه لا محالة مستنقذٌ بطنه من الحاجة إلى لقمة كانت ستصيبه وهذه بتلك!
ومن استنقذَ كرامةً من الخذلان فإنَّ الله سبحانه لا محالة مستنقذٌ كرامته من خذلان كان سيصيبه وهذه بتلك!
ومن استنقذَ قلباً من الكسر فإنَّ الله سبحانه لا محالة مستنقذٌ قلبه من كسرٍ كان سيصيبه وهذه بتلك!
من مشى في حاجة مسكين حتى يقضيها له فإنَّ الله سيسخر له من يمشي في حاجته حتى تنقضي!
ومن مدَّ يداً لمريضٍ لا يملك ثمن عملية جراحية فإنَّ الله أعدلَ من أن يجعلكَ تساعد في تلك العملية في أن يحيجك لمثلها!
من أقامَ متعثراً حماه الله من التعثر، أو سخَّر له من يقيمه إذا تعثَّرَ، من أصلحَ بين زوجين أجرى الله سبحانه الوفاق بينه وبين زوجته، فالجزاء عند الله تعالى من جنس العمل!
نحن بصنائعِ المعروف نقي أنفسنا من الوقوع في السوء، ثِقْ تماماً أن الصدقة ليست أجراً فقط إنما هي صون ليدكَ أن تمتدَّ لتطلب الصدقة أيضاً، لا أحد أوفى من الله، لا أحد!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
01/07/2021
3199