بعد سنتين من التواصل عبر كل الوسائل ابتدأت بالبريد الإلكتروني ثم «الواتس آب» فـ «الفيس بوك» والانستغرام، والسناب شات، أوقعته في حبائلها بصور فاتتة عبر السناب شات، هام الشاب، وجن جنونه حين قالت له إن عريسا طرق بابها يطلب يدها، فأسرع وأرسل لها مهرها، وتذاكر سفرها، وجهازها من الذهب والفضة والماس، خاصة أنها من أرقى العائلات، وابنة جاه وحسب ونسب، وهو ما يرضي غرور والدته زوجة النجار التي ترى نفسها بحجم زنوبيا أو كليوباترا، أو إليزابيث فلا تشرب إلا مياها معدنية من ينابيع فرنسية، وحين تخرج إلى مناسبة تصفح نفسها بالماس والذهب والفضة، وتنعم جسدها بالديباج،، وتمشي تهز الأرض «يا أرض اشتدي ما عليك قدي» وإن صاحت على زوجها يذهب إليها مسرعا يقف أمامها مطاطئ الرأس، كما يقف التلميذ أمام معلمه جاءتني تقول لي إن ابني شبك مع فتاة ابنة عز وجاه ونسب، وأظنك أيها الصحفي لك معرفة بالأنساب دلّني أرشدني هل أوافق على ما فعله ابني، قلت لها من جاءت عبر السناب تخرج من أوسع الأبواب، كيف لك أنت يا حفيدة أم كامل، يا ابنة الجاه، تقبلين لابنك أن يأتي بعروس لا تعرفين أصلها ولا فصلها، ولم تذهبي وتختبري قوة أسنانها وصحة شعرها، قالت: كلمتها على الإيمو، وطلبت منها أن تكسر اللوز ففعلت وأن تشد شعرها وفعلت وأن ترقص ففعلت، لقد فتنتني، فهل تنصحني بها، قلت:.لا، هي من بلد الفداء، وابنك هرب من أول فرقعة في السماء، هي بعينيها تقاتل وابنك في الهجرة للغرب يحاول، والمثل الشامي يقول «من طين بلادك لط خدادك». والمثل الخليجي يقول «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»
ضربت على صدرها وقالت باللهجة الشامية وليييييي، رح جيبها وافتخر بيها وأفرك بصلة في عينك، أقاموا حفلة استقبال، فقد جاءت تجر الأذيال، شابة أنيقة، ذات قوام ممشوق (هيفاء مقبلة.. عجزاء مدبرة.. لا يعيبها قصر ولا طول) وعيون دعج وكلام فيه غنج، ونظرات تستكشف الآتي، حملت من الشهر الأول، وأنجبت بنتا، التقيت حماتها وجدتها مكشوفة منهوفة وقالت: ليتني سمعت كلامك، هزأتني، وهزأت زوجي وهجرت ابني من السنة الأولى، قلت هذا السناب يضج بالذباب، فلا لوم ولا عتاب إلا على من أقفل على نفسه في غرق الشات الأبواب.
فتارة مسلمة في سن المراهقة تقع صريعة في حب بوذي، وهذه تقع في حب هندوسي، ومن يقنع مراهقا بخطأ تصرفه، يرفع اللافتة في وجهك «نحن الجيل الجديد، لا علاقة لنا بجيلكم نحن جيل التواصل.. أهلًا كورونا!!
بقلم: سمير البرغوثي