+ A
A -
سمير البرغوثي
صحفي وكاتب أردني
كدنا نفتن بمقولة كان يرددها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر «إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية» واعتقدنا أن النظام الجمهوري هو النظام الأفضل للحكم.. ولكن بعد قتل سيد قطب لأنه آمن بحرية الكلمة أفقنا من فتنة حرية الكلمة وبتنا ندقق في الهواء الخارج من بين الشفتين أو الغاز المنبعث من الإست قبل صلاة الفجر.. سيد قطب قالها وقتل.. ناصر السعيد قالها وقتل.... ونزار بنات قالها.. ومات أو قتل..
تساءل طالب الإعلام: ما هي حرية الكلمة؟ واحتار أستاذ الإعلام بماذا يجيب عن السؤال بعد أن رأى طلبته يبكون على حرية الكلمة سألني الدكتور أستاذ الإعلام: هل تؤمن بحرية الكلمة؟ أجبت: نعم. قلها ولو تقتل! صمت ثم عاد وسأل: هل يمكن ان تكون حرية الإعلام استراتيجية دولية تطبق؟.. قلت له: أوضح لي، فقال: قرأت منشورا يتحدث عن الاستراتيجية الأميركية في العراق يقول المنشور: قبل سنوات سئل الدكتور إدموند غريب: ما هو لغز العلاقة الأميركية الإيرانية؟..
وكيف قاتل الأميركان واحتلوا العراق ثم سلموه لإيران؟..
في حين كان كثير من الناس يظن أن العراق سيتحول إلى نمط الثقافة الغربية، لكنهم الآن يصطدمون بعراق ثيوقراطي تقوده وتحكمه مليشيات طائفية وبتنسيق كامل مع المارينز الأميركي؟!..
فأجاب:
من خلال علاقاتي ولقاءاتي بالكثير من ساسة البيت الأبيض وصنّاع الرأي فيه أصبحت عندي صورة شبه يقينية وألخصها بالآتي: في المجال العسكري هناك مسلّمة أن لا يسمح لأي دولة في المنطقة أن تتفوق على إسرائيل، وفيما دون هذا فلإيران مطلق الحرية في التفوق على كل الدول العربية مهما كانت علاقة هذه الدول بأميركا، بمعنى أن تسلسل القوة ينبغي أن يكون هكذا:
إسرائيل، إيران ثم العرب.
وإيران سترتكب خطأ فادحا لو أنها حاولت الاقتراب من السقف الإسرائيلي، كما أن أي جيش عربي سيواجه ضربة ماحقة لو فكر بتجاوز السقف الإيراني، حتى لو كانت دولته مرتبطة بواشنطن.
في المجال الثقافي، الأمر معكوس فلإيران مطلق الحرية في نشر ثقافتها وتصدير ثورتها، بينما على إسرائيل أن لا تتدخل مطلقا في هذا المجال، واستراتيجية الديمقراطية وحرية الكلمة خط أحمر يجب الا يعلو على سقف الحرية في إسرائيل..
ولقد بلغ السيل الزبى ولا بد من ثورة جديدة تسقط الاستراتيجيات المناهضة للمشروع العربي.. فمن يجرؤ ليفعل وان يقتل!!!
copy short url   نسخ
04/07/2021
1309