حطّت مؤخرا بتونس طائرة قطرية تحمل مساعدات طبية عاجلة إلى شعب تونس، وهي مساعدات أمر بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لإسناد تونس في مواجهة الموجة الجديدة من الجائحة. تأتي هذه المساعدات في سياق صحيّ حرج تعرفه تونس وتندرج ضمن رؤية سيادية لمفهوم التضامن العربي والإسلامي التي قامت عليها العلاقات الخارجية القطرية.
ليس المقام هنا لتعداد المساعدات القطرية لدولة تونس أو لغيرها من الدول العربية والإسلامية، فهي أكثر من أن تُحصى أو تعدّ في مقال قصير، لكنها في الحقيقة تحتاج وقفة تتجاوز الشكر إلى إبراز طبيعة الفعل التضامني القطري عربيا وإسلاميا.
ليست قطر الدولة العربية الغنية الوحيدة في المنطقة بل إن كثيرا من الدول العربية تفوق في ثروتها ثروة قطر أضعافا مضاعفة بما في ذلك بعض الدول التي تحصل على مساعدات وهبات وقروض دورية من الدوحة.
صحيح أن كثيرا من الدول العربية التي تعاني أزمات مالية خانقة إنما تعانيها بسبب الفساد المستشري في مفاصل الدولة والإدارة وليس بسبب ضعف الموارد أو انعدامها.. صحيح أيضا أن كثيرا من الدول العربية الغنية على غرار الدول الأوروبية تربط بين المساعدات من جهة والمواقف السياسية من جهة أخرى. لكنّ الثابت في المساعدات القطرية أنها تخرج عن هذا النسق سواء في البلاد العربية أو في غيرها، ففي قلب أزمة كورونا قدمت الدوحة مساعدات طبية عاجلة لدولة إيطاليا في الوقت الذي تنكّر لها الاتحاد الأوروبي.
قدمت قطر لمصر مساعدات مالية كبيرة قبل ثورة يناير ثم في فترة حكم المجلس العسكري وما بعدها، وهو نفس الأمر في تونس.. قدمت قطر مساعدات هامة لتونس في فترة حكم الرئيس السابق الباجي قائد السبسي وفي فترة رئاسة الرئيس المرزوقي وكذا اليوم وتمثلت في قروض مالية هامة وهبات ومساعدات طبية وعسكرية ومدنية.
لم تتأثر سياسة الدعم القطرية لأشقائها العرب والمسلمين بالحملات الإعلامية المغرضة ولا بما نال الدوحة من الهجمات المجانية الهادفة إلى تشويه صورتها، بل حافظت الدوحة على فعلها الإنساني ومدّها التضامني القائم على مدّ يد العون للشعوب بقطع النظر عن سياسات الأنظمة ومواقفها. تُدرك الدوحة جيدا أن الأنظمة والحكومات منظومات عابرة تتأثر بسياقات المدّ والجزر وأنّ الشعوب وذاكرتها الجمعية هي الأبقى وهي التي ستصوغ في النهاية طبيعة المواقف وردود الأفعال دون الالتفات إلى السياسة ومتغيراتها.بقلم: محمد هنيد
ليس المقام هنا لتعداد المساعدات القطرية لدولة تونس أو لغيرها من الدول العربية والإسلامية، فهي أكثر من أن تُحصى أو تعدّ في مقال قصير، لكنها في الحقيقة تحتاج وقفة تتجاوز الشكر إلى إبراز طبيعة الفعل التضامني القطري عربيا وإسلاميا.
ليست قطر الدولة العربية الغنية الوحيدة في المنطقة بل إن كثيرا من الدول العربية تفوق في ثروتها ثروة قطر أضعافا مضاعفة بما في ذلك بعض الدول التي تحصل على مساعدات وهبات وقروض دورية من الدوحة.
صحيح أن كثيرا من الدول العربية التي تعاني أزمات مالية خانقة إنما تعانيها بسبب الفساد المستشري في مفاصل الدولة والإدارة وليس بسبب ضعف الموارد أو انعدامها.. صحيح أيضا أن كثيرا من الدول العربية الغنية على غرار الدول الأوروبية تربط بين المساعدات من جهة والمواقف السياسية من جهة أخرى. لكنّ الثابت في المساعدات القطرية أنها تخرج عن هذا النسق سواء في البلاد العربية أو في غيرها، ففي قلب أزمة كورونا قدمت الدوحة مساعدات طبية عاجلة لدولة إيطاليا في الوقت الذي تنكّر لها الاتحاد الأوروبي.
قدمت قطر لمصر مساعدات مالية كبيرة قبل ثورة يناير ثم في فترة حكم المجلس العسكري وما بعدها، وهو نفس الأمر في تونس.. قدمت قطر مساعدات هامة لتونس في فترة حكم الرئيس السابق الباجي قائد السبسي وفي فترة رئاسة الرئيس المرزوقي وكذا اليوم وتمثلت في قروض مالية هامة وهبات ومساعدات طبية وعسكرية ومدنية.
لم تتأثر سياسة الدعم القطرية لأشقائها العرب والمسلمين بالحملات الإعلامية المغرضة ولا بما نال الدوحة من الهجمات المجانية الهادفة إلى تشويه صورتها، بل حافظت الدوحة على فعلها الإنساني ومدّها التضامني القائم على مدّ يد العون للشعوب بقطع النظر عن سياسات الأنظمة ومواقفها. تُدرك الدوحة جيدا أن الأنظمة والحكومات منظومات عابرة تتأثر بسياقات المدّ والجزر وأنّ الشعوب وذاكرتها الجمعية هي الأبقى وهي التي ستصوغ في النهاية طبيعة المواقف وردود الأفعال دون الالتفات إلى السياسة ومتغيراتها.بقلم: محمد هنيد