+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب وصحفي أردنيقال لي محمود عباس الرئيس الفلسطيني مهندس اوسلو «يهمنا ان تكون هناك معارضة وأن تكون هناك حرية في النشر والتعبير والديانة، نريد وطنا الكلام فيه مباح للجميع، لا نريد وطن الحزب الواحد».
وقال لي وهو في كامل أناقته وعز شبابه وتحديدا في 20 ديسمبر 1995 ونشرت ما باح به دولته في اليوم التالي بجريدة الوطن: نحن نرحب بالمعارضة الفلسطينية لتأتي وتقول كل ما تريد وتتحدث بكل ما تؤمن به شريطة الا يكون لها مليشيا عسكرية.. وهذا ينطبق على فتح.. فلا يجوز لفتح أو حماس ان يكون لهما مليشيا.. كلام اطربنا.. وتغنينا به وكم تمنينا ان يكون واقعا فهذا ما حلم به الفلسطيني في المنافي، وكان يرى نفسه من انجح العناصر في التركيبة الاقتصادية والسياسية والاعلامية وهناك رجال اعمال وسياسة وفكر فلسطينيون بنوا الدولة التي تملك مقومات الدول الناجحة..
نعم سيدي الرئيس.. بعد حوارك.. ذهبت وتناولت الغداء مع نجلك مازن في احد مطاعم الدوحة. وقلت له، رحمه الله، اذا كان العم أبو مازن يؤمن بما باح به سيكون رئيس فلسطين مدى الحياة.. وستكون فلسطين الدولة الفاضلة..
أبو مازن، اطال الله في عمره، وهو من مهندسي اوسلو لم يخبرنا ان اتفاقية اوسلو تكبل السلطة بشروط ومظالم وقيود.. جعلها سلطة الحزب الواحد ترفض الرأي الآخر وتمارس شرطتها اقسى الإجراءات حتى على النساء اللواتي يطالبن بالافراج عن ازواجهن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين. فكم آلمنا شد شعر نساء طالبن بالافراج عن معتقلين لدى السلطة يفترض الا يعتقلوا، لانهم من المفرج عنهم من الاسر لدى المحتل.. قلنا لك يا دولة الرئيس افتحوا المجال للمعارضة لتناضل من أجل دمقرطة السلطة، وافتحوا الباب لانتخابات حقيقية لمؤسسة الحكم الذاتي.. والدمقرطة تستوجب ان تكون كل الارض الفلسطينية دائرة واحدة كما هو المعمول به في الدولة العبرية أو كل محافظة دائرة تقوم على التمثيل النسبي.
نتطلع، دولة الرئيس، إلى محاربة الفساد المستشري منذ العام 1996.. ونذكر حين اوقف الرئيس أبو عمار تنفيذ قرار المجلس التشريعي باقالة جميع الوزراء واحالة 7 منهم إلى المحاكم بتهمة السرقة والفساد.. ولا زال هذا الفساد مستشريا، سيدي الرئيس.. اعرف ان المهمة صعبة أمام هوامير الحرامية المتنفذين.. ولكن ان تبدأ خير من الصمت حتى يقع الانفجار..
والله من وراء القصد.بقلم: سمير البرغوثي
كاتب وصحفي أردنيقال لي محمود عباس الرئيس الفلسطيني مهندس اوسلو «يهمنا ان تكون هناك معارضة وأن تكون هناك حرية في النشر والتعبير والديانة، نريد وطنا الكلام فيه مباح للجميع، لا نريد وطن الحزب الواحد».
وقال لي وهو في كامل أناقته وعز شبابه وتحديدا في 20 ديسمبر 1995 ونشرت ما باح به دولته في اليوم التالي بجريدة الوطن: نحن نرحب بالمعارضة الفلسطينية لتأتي وتقول كل ما تريد وتتحدث بكل ما تؤمن به شريطة الا يكون لها مليشيا عسكرية.. وهذا ينطبق على فتح.. فلا يجوز لفتح أو حماس ان يكون لهما مليشيا.. كلام اطربنا.. وتغنينا به وكم تمنينا ان يكون واقعا فهذا ما حلم به الفلسطيني في المنافي، وكان يرى نفسه من انجح العناصر في التركيبة الاقتصادية والسياسية والاعلامية وهناك رجال اعمال وسياسة وفكر فلسطينيون بنوا الدولة التي تملك مقومات الدول الناجحة..
نعم سيدي الرئيس.. بعد حوارك.. ذهبت وتناولت الغداء مع نجلك مازن في احد مطاعم الدوحة. وقلت له، رحمه الله، اذا كان العم أبو مازن يؤمن بما باح به سيكون رئيس فلسطين مدى الحياة.. وستكون فلسطين الدولة الفاضلة..
أبو مازن، اطال الله في عمره، وهو من مهندسي اوسلو لم يخبرنا ان اتفاقية اوسلو تكبل السلطة بشروط ومظالم وقيود.. جعلها سلطة الحزب الواحد ترفض الرأي الآخر وتمارس شرطتها اقسى الإجراءات حتى على النساء اللواتي يطالبن بالافراج عن ازواجهن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين. فكم آلمنا شد شعر نساء طالبن بالافراج عن معتقلين لدى السلطة يفترض الا يعتقلوا، لانهم من المفرج عنهم من الاسر لدى المحتل.. قلنا لك يا دولة الرئيس افتحوا المجال للمعارضة لتناضل من أجل دمقرطة السلطة، وافتحوا الباب لانتخابات حقيقية لمؤسسة الحكم الذاتي.. والدمقرطة تستوجب ان تكون كل الارض الفلسطينية دائرة واحدة كما هو المعمول به في الدولة العبرية أو كل محافظة دائرة تقوم على التمثيل النسبي.
نتطلع، دولة الرئيس، إلى محاربة الفساد المستشري منذ العام 1996.. ونذكر حين اوقف الرئيس أبو عمار تنفيذ قرار المجلس التشريعي باقالة جميع الوزراء واحالة 7 منهم إلى المحاكم بتهمة السرقة والفساد.. ولا زال هذا الفساد مستشريا، سيدي الرئيس.. اعرف ان المهمة صعبة أمام هوامير الحرامية المتنفذين.. ولكن ان تبدأ خير من الصمت حتى يقع الانفجار..
والله من وراء القصد.بقلم: سمير البرغوثي