+ A
A -
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلام أفضل؟
فقال: من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده!
يُعلمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن كفَّ الأذى عن الناس عبادة! وأن المسلم إذا لم ينفع فعلى الأقل يجب أن لا يضر!
إن دينك الحقيقي هو ما ينعكسُ على سلوكك مع الناس، هذه الحقيقة وعاها المسلمون الأوائل جيداً، فقد سأل عمر بن الخطاب عن رجلٍ إن كان أحد من الحاضرين يعرفه.
فقام رجل وقال: أنا أعرفه يا أمير المؤمنين
فقال له عُمر: لعلكَ جاره، فالجار أعرفُ الناس بأخلاق جاره؟
فقال: لا يا أمير المؤمنين
فقال له عُمر: لعلكَ رافقته في سفر، فالسفر يكشِفُ عن أخلاق الناس، ويميط اللثام عن طبائعهم؟
فقال: لا يا أمير المؤمنين
فقال له عُمر: لعلكَ تاجرتَ معه، فعاملته بالدرهم والدينار فإنهما يكشفان معادن الناس؟
فقال: لا يا أمير المؤمنين
فقال له عُمر: لعلكَ رأيته في المسجد يصلي قائماً وقاعداً
فقال له: نعم
فقال له عمر: فإنكَ لا تعرفه!
الدين لخَّصه ابن القيم بقوله: الدين كله في الخلق، فمن فاقكَ في الخلق فقد فاقكَ في الدين!
دينك في أن تسلمَ منكَ أعراضُ المسلمين، وفي أن لا تأكل لحومهم بالغيبة، وفي أن لا تمشي بينهم بالنميمة فتصبَّ الزيت على نار الخلافات، فتكون مرسالاً عند إبليس!
دينك الحقيقي في متجركَ حين لا تغش، ولا تَحلف كذباً لتبيع، مع جاركَ في أن يأمن أذاك، ومع زملاء العمل في يأمنوا وشايتك، ومع أبويك حين يبلغان من العمر عتياً فتكون لهما خادماً مطيعاً، ومع إخوتك وأخواتك وأرحامك في أن تصلهم وتحسن إليهم، وأن لا تُردد قانون إبليس أن الأقارب عقارب!
دينك في تعاملك مع البسطاء، مع الخادمة في البيت، ومع البائع المتجول المسكين، وعمال النظافة، وبواب العمارة، وكل الذين ليس لهم إلا الله!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
13/07/2021
1981