يُمثّل عالم الفنون أحد أهم المؤثرات في التكوين الثقافي للفرد، في العالم أو في الوطن العربي وأقاليمه، واليوم تُنقل هذه الفنون في وسائط الإعلام الجديد، مع بقائها في الشاشة الصغيرة التي لم تعد فضية وإنما ذكية متعددة الحضور، وبالتالي فالمواد المعروضة المنقولة، تتحوّل إلى كتلة أفكار تتوالى تصنع ثقافة هذا الفرد، وقبل ذلك ثقافته طفلاً.
ومئات أو عشرات الملايين من المشاهدات لمواد يُجمع الراشدون على أنها سخيفة، أو التوسع فيما يُسقط كل خُلق، في هذه المنتجات العابرة لكل حدود، وتطور صناعتها وتمكن هيمنتها، يؤكد هذه الخطورة التي نعيشها في ثقافة الأجيال.
والحديث هنا ليس عن معايير المحافظين، أو المتحفظين على الفن، وإنما من خلال المشاهدين والمتعاطين لمواد الدراما والفنون المتعددة وخاصة في المسرح والمسلسلات، واليوم يدخل عالم السينما والأفلام القصيرة من الباب الواسع.
ومنذ زمن نستمع لآراء نخبة من رواد المسرح والفنون في الخليج العربي، تتحفّظ على النص أو شروط الأدوار غير الملائمة للمجتمع، في حين هناك مساحة نقص كبيرة من قصص المواد المنتجة وسيناريوهات الحوار، تحتاج حركة الفنون في الخليج العربي إلى العمل على إيجادها، أو الوصول إلى مصادرها لتكوّن قاعدة حبكة درامية قوية، تجمع بين الجاذبية وبين القيمة الفكرية للمادة.
إن العالم الفني لا يُقاس بمعطيات الفقه الفردي، الذي تؤمن به كل شريحة محافظة من المجتمع وهو من حقها، تختار لحياتها ما تؤمن به من فهم الإسلام لحياتها الشخصية، ولكن الحديث هنا هو عن عالم ضخم يتابعه 80 % من المجتمع أو أكثر، عبر منصات الفنون المتعددة، التي ترابط في جهازك الصغير.
وعليه فكل مادة تنتج وتتأثر برسالة فكرية أو توجيه اجتماعي أو قيمي، أو حتى قصة دراما رومانسية، أو تحديات إنسانية، ترتفع عن مهازل السقوط الفني الواسع، المحتضن من العالم الفني الغربي، بكل شذوذه المتعدد وانحيازه ضد الذات الإنسانية، هو من رسائل التصحيح القيمي للمعرفة الإسلامية.
هنا نتساءل عن دعوات أولئك النبلاء من شخصيات الحركة الفنية، لماذا لا يتم احتضانها، وتشجيع الإبداع الآخر المؤمن بالالتزام القيمي، وهل عدم وجود أعمال فنية قيمية هو لعدم رغبة الناس متابعتها؟
أم أن القصة والسيناريو المميز والميزانية التي تغطي ذلك العمل، تحت شروط الإبداع الفني للإنتاج غائبة، فماذا لو اجتمعت شخصيات الثقافة والرواية، مع شخصيات الحركة الفنية، وتبادلوا البحث عن الطريق المختلف الذي نحتاجه اليوم، لصالح رسالة الفن في مجتمع القيم.
هذا هو مقترحي الذي آمل أن يتيسر له منصات، ذات إمكانيات مناسبة لتغطية هذه الندوات وما بعدها، فاجتماع الفريقين بعد تلقي أوراق العمل المقترحة، سيخلق جسراً حيوياً لاستعراض مجمل واقع الساحة الفنية وما ينقصها لصالح هذا المسار، ويفتح الباب لإنتاج نصوص وروايات تدعم الحركة الفنية، فتجد فيها مادة مناسبة تشجعها على أن تتحول لنص مسرحي أو رواية مسلسل أو عمل درامي.
ولا بد من تجنيب هذه الملتقيات أي مساحة سياسية، ليس زهداً في الفكر السياسي فمفاهيم الحرية فيه هي أساس لوعي الإنسان العربي في الخليج وغيره، ولكن لكون أن الأمر يثير حساسيات بالغة بين أطراف المجلس الخليجي، بعد رحلة الأزمة الخليجية الصعبة، ولذلك فإن الفضاء العام للفكر وعلاقته بالفنون، قادر على أن يؤسس لمشتركات الإنسان في منطقة الخليج العربي، هذا الإنسان المقصود هو الذي يهتم بأن يكون الفن رسالة بناء حقيقية، في ظل طوابير من أساطيل الهدم الفنية، التي تحاصره وتحاصر أطفاله.
ولعلي هنا أتوجه مع كامل التقدير للمؤسسات المعنية في دولة قطر، لوجود اهتمام في المجتمع والدولة، وقدرة الدوحة اليوم على جمع من يشترك في هذا الهم الجامع لمستقبل الحركة الفنية في الخليج العربي، وليس المقصود هنا انعزال الخليج العربي عن وطنه العربي الكبير، كلا..
وإنما تشجيع حركة الفنون الخليجية لتقديم فن ريادي للجميع، ونحن نرصد اليوم كيف يؤثّر عملٌ فني واحد، على وعي جيل كامل في نموذج الأتراك الناجح (قيامة أرطغرل) مثلاً، هذا فضلاً عن ركام من المنتجات الفنية الغربية السلبية، التي تخترق وجدان أحبتنا الصغار، فالحياة الاجتماعية والتاريخ العربي للمنطقة ممكن أن يقدما البديل للقصة الدرامية الناجحة.بقلم: مهنا الحبيل
ومئات أو عشرات الملايين من المشاهدات لمواد يُجمع الراشدون على أنها سخيفة، أو التوسع فيما يُسقط كل خُلق، في هذه المنتجات العابرة لكل حدود، وتطور صناعتها وتمكن هيمنتها، يؤكد هذه الخطورة التي نعيشها في ثقافة الأجيال.
والحديث هنا ليس عن معايير المحافظين، أو المتحفظين على الفن، وإنما من خلال المشاهدين والمتعاطين لمواد الدراما والفنون المتعددة وخاصة في المسرح والمسلسلات، واليوم يدخل عالم السينما والأفلام القصيرة من الباب الواسع.
ومنذ زمن نستمع لآراء نخبة من رواد المسرح والفنون في الخليج العربي، تتحفّظ على النص أو شروط الأدوار غير الملائمة للمجتمع، في حين هناك مساحة نقص كبيرة من قصص المواد المنتجة وسيناريوهات الحوار، تحتاج حركة الفنون في الخليج العربي إلى العمل على إيجادها، أو الوصول إلى مصادرها لتكوّن قاعدة حبكة درامية قوية، تجمع بين الجاذبية وبين القيمة الفكرية للمادة.
إن العالم الفني لا يُقاس بمعطيات الفقه الفردي، الذي تؤمن به كل شريحة محافظة من المجتمع وهو من حقها، تختار لحياتها ما تؤمن به من فهم الإسلام لحياتها الشخصية، ولكن الحديث هنا هو عن عالم ضخم يتابعه 80 % من المجتمع أو أكثر، عبر منصات الفنون المتعددة، التي ترابط في جهازك الصغير.
وعليه فكل مادة تنتج وتتأثر برسالة فكرية أو توجيه اجتماعي أو قيمي، أو حتى قصة دراما رومانسية، أو تحديات إنسانية، ترتفع عن مهازل السقوط الفني الواسع، المحتضن من العالم الفني الغربي، بكل شذوذه المتعدد وانحيازه ضد الذات الإنسانية، هو من رسائل التصحيح القيمي للمعرفة الإسلامية.
هنا نتساءل عن دعوات أولئك النبلاء من شخصيات الحركة الفنية، لماذا لا يتم احتضانها، وتشجيع الإبداع الآخر المؤمن بالالتزام القيمي، وهل عدم وجود أعمال فنية قيمية هو لعدم رغبة الناس متابعتها؟
أم أن القصة والسيناريو المميز والميزانية التي تغطي ذلك العمل، تحت شروط الإبداع الفني للإنتاج غائبة، فماذا لو اجتمعت شخصيات الثقافة والرواية، مع شخصيات الحركة الفنية، وتبادلوا البحث عن الطريق المختلف الذي نحتاجه اليوم، لصالح رسالة الفن في مجتمع القيم.
هذا هو مقترحي الذي آمل أن يتيسر له منصات، ذات إمكانيات مناسبة لتغطية هذه الندوات وما بعدها، فاجتماع الفريقين بعد تلقي أوراق العمل المقترحة، سيخلق جسراً حيوياً لاستعراض مجمل واقع الساحة الفنية وما ينقصها لصالح هذا المسار، ويفتح الباب لإنتاج نصوص وروايات تدعم الحركة الفنية، فتجد فيها مادة مناسبة تشجعها على أن تتحول لنص مسرحي أو رواية مسلسل أو عمل درامي.
ولا بد من تجنيب هذه الملتقيات أي مساحة سياسية، ليس زهداً في الفكر السياسي فمفاهيم الحرية فيه هي أساس لوعي الإنسان العربي في الخليج وغيره، ولكن لكون أن الأمر يثير حساسيات بالغة بين أطراف المجلس الخليجي، بعد رحلة الأزمة الخليجية الصعبة، ولذلك فإن الفضاء العام للفكر وعلاقته بالفنون، قادر على أن يؤسس لمشتركات الإنسان في منطقة الخليج العربي، هذا الإنسان المقصود هو الذي يهتم بأن يكون الفن رسالة بناء حقيقية، في ظل طوابير من أساطيل الهدم الفنية، التي تحاصره وتحاصر أطفاله.
ولعلي هنا أتوجه مع كامل التقدير للمؤسسات المعنية في دولة قطر، لوجود اهتمام في المجتمع والدولة، وقدرة الدوحة اليوم على جمع من يشترك في هذا الهم الجامع لمستقبل الحركة الفنية في الخليج العربي، وليس المقصود هنا انعزال الخليج العربي عن وطنه العربي الكبير، كلا..
وإنما تشجيع حركة الفنون الخليجية لتقديم فن ريادي للجميع، ونحن نرصد اليوم كيف يؤثّر عملٌ فني واحد، على وعي جيل كامل في نموذج الأتراك الناجح (قيامة أرطغرل) مثلاً، هذا فضلاً عن ركام من المنتجات الفنية الغربية السلبية، التي تخترق وجدان أحبتنا الصغار، فالحياة الاجتماعية والتاريخ العربي للمنطقة ممكن أن يقدما البديل للقصة الدرامية الناجحة.بقلم: مهنا الحبيل