القهوة من أمتع المشروبات التي تنعش البشر في تقديري الشخصي، فهي الحبيبة والصديقة، عند البدو والحضر، في البر وشواطئ البحر، عند السهر ولحظات الضجر، وفي الحل والترحال، تقدم في الصباح، لنيل الفلاح، بطعم الملاح، وفي المساء للجلساء لكشف الغم عن البؤساء، وتفريج الهم عن التعساء، القهوة والحب متشابهان في اللذة والحلاوة، صديقة الوقت، تشرب بتمهل وتذوق واستشعار، كل رشفة منها تحييك وتنسيك المرارة، في البرد وأجواء الحرارة، تولد الذكريات الحلوة والمرة، مع الصديق لها مذاق، ومع الحبيب لها اشتياق، ومع الكتاب هناك عناق.
من قريب أهداني عزيز كتابا بالعنوان أعلاه للكاتبة الجميلة (أمينة بدر) عبارة عن نصوص وعبارات ولفتات أدبية قصيرة بطعم القهوة، كلمات سلسة وعبارات خفيفة في حجم التغريدة، بطعم القهوة الرائع، يمكن للإنسان أن يشرب القهوة، ويتغزل بالقهوة، ويرسم بالقهوة مثل الفنانة البوسنية (نوري مارك) التي أبدعت أجمل اللوحات، ويكتب عن القهوة كالكاتبة الجميلة (أمينة البدر). إن جمال الصباح بالقهوة التي يحضرها يومياً (أ. عبدالله صقر) برائحتها الزاكية ورائحة البن العذبة، وعذوبة المساء بالقهوة وما بها من حلاوة، القهوة كفيلة بأن تنقلنا من حال إلى حال، ومع القهوة ووجود من نحب يمضي اليوم الطويل كالنسيم، القهوة تملك القدرة على احتواء الوجع، ‏دافعة دافقة للرومانسية والشوق الماكث بين همسات نبض القلوب، كوب قهوة وصوت من نحب ورواية جميلة كالتي بين يدي (قهوة على قارعة الطريق) كفيله بنقل الإنسان من حال حسن إلى حال أحسن، وكأنك في ظلال وارفة، بين حقول البساتين، تنعم بأنغام فيروزية تملأ القلب بالراحة والأنس وتنعم معها بالاسترخاء، ياسلاااااااام، وعلى الخير والمحبة نلتقي.

يعقوب العبيدلي