+ A
A -
يضيق الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الـ«15» على التوالي، الخناق على حياة الأطفال الأيتام، حيث يعاني الآلاف من أوضاع إنسانية واقتصادية صعبة، نتيجة تشديد الخناق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعنية بشؤون الأيتام، أو إغلاق حساباتها التي تصل عبرها الحوالات المالية الخاصة بدعم الأيتام، خاصة مع اقتراب موسم المدارس وانعدام الإمكانيات لدى الأمهات اللاتي يرعينهن، لتوفير المستلزمات المدرسية من الزي والقرطاسية.
الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف منذ عام «1948» عن استهداف الوجود الفلسطيني عبر سياسة الهدم الجماعي، ولا يمر يوم واحد دون أن ترتكب سلطات الاحتلال، بمستوطنيها وأذرعها المختلفة، جريمة جديدة تضاف إلى مسلسل انتهاكاتها وجرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته ومنازله، ومجزرة هدم المنازل التي وقعت بالقدس يوم الإثنين وتشريد نحو «40» فلسطينيا، بمن فيهم الأطفال والنساء، وهدم منشآت تجارية وخزان مياه في محافظة جنين، وتجريف الأراضي شرق بيت لحم لأغراض استيطانية توسعية، وغيرها من الاعتداءات التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كلها مؤشرات على مدى ما ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الجريمة ونتائجها وتداعياتها على الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى فرص تحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، كما يتحمل المجتمع الدولي والولايات المتحدة هذه المسؤولية بسبب الصمت الذي لا يمكن فهمه أو تبريره، إذ يتعين على الأسرة الدولية التوقف فورا عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، والازدواجية بالمعايير في التعامل مع القضايا والصراعات الدولية، خاصة أن هذه الازدواجية تُضعف- لدرجة كبيرة- المنظومة الدولية، وتضرب مصداقية الأمم المتحدة وقراراتها، إن لم تكن توفر الغطاء لإسرائيل كدولة احتلال استيطاني إحلالي، ودولة فصل عنصري تمييزي «أبرتهايد».
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
11/08/2021
659