+ A
A -
مازن ابن نابلس بلد جبل النار والتي استقبلته في 6 أكتوبر 1943 المولود البكر للإعلامي عباس نمر حماد. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة إبراهيم طوقان.. ليرحل إلى رام الله ويتلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الفرندز البريطانية التي تدرس منهجا أوروبيا.. وتخرج فيها عام 1960.. كان والده يخطط لإلحاقه بالجامعة الأميركية.. لكنه وجد له وظيفة مترجم بإذاعة الكويت عام 1961. حيث كان والده من أوائل المؤسسين لإذاعة ثم تليفزيون الكويت.
بعد سبع سنوات من العمل كون مازن نفسه وأصبح قادرا على التقدم لابنة عمه زكية حماد.. التي كانت تنظر له باحترام وإعجاب لثقافته وكياسته وأناقته وسعة صدره.. وتزوجا عام 1968 وأنجب منها ولدين وثلاث بنات.. وكانت على عهدها الأول حتى يوم وداعه الأخير.
سافر والده عباس عام 1969 إلى قطر ليشارك مع محمود الشريف في تأسيس إذاعة وتليفزيون قطر..
التقيت مازن لأول مرة في أكتوبر 1976 على باب جريدة الوطن الكويتية فقد كان يعمل متعاونا معها.. في قسم الترجمة.. يختار الموضوع ويقوم بترجمته.. ويقدمه للجريدة.. فأعجب بالموضوعات محمد مساعد الصالح صاحب الجريدة الذي أوصى أن يقابله ليعرض عليه رئاسة قسم الترجمة ثم الدولي..
مازن كان مستعدا للرحيل دائما.. رحل من الوطن إلى الدستور في عمان.. ثم عاد إلى القبس في الكويت ثم إلى الوطن في الكويت ثم إلى الأردن عام 1990 ليصبح مديرا للدولي في الدستور الأردنية.
مازن رفد المكتبة العربية بمئات الكتب المترجمة عن الحضارات بما يفيد الباحثين عن التطور..
فاجأني.. بزيارتي في شيحان عام 1995 بعد أن كلمني الأستاذ أحمد علي وحددت موعدا لمقابلته فقال لي أنا رشحتك للمقابلة.. والتقينا ثلاثتنا.. وغادرنا سويا إلى قطر ليصبح رفيق روح.
ازدادت هواجس مازن بالرحيل بعد غزوة كوفيد 19.. كلمته منذ شهرين.. فقال لي أنا مغادر..سألته إلى أين؟
قال: لا أعلم
اتفقنا أن أزوره قبل عودتي للدوحة.. وفجعني وفاجأني نبأ رحيله.. وسكت مازن على السناب شات والواتس والانستغرام.. وهاتفه لم يعد يجيب..
وداعا يا من تمنيت أن تدفن في نابلس
وداعا يا رفيق عمر امتد إلى نصف قرن.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/08/2021
3285