التقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بجيشه مع جيش المشركين ونشبَ بين الفريقين قتال، ثم عاد كل منهما إلى معسكره بانتظار الجولة الأخرى من المعركة، وكان في جيش النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أبلى بلاءً حسناً في القتال، وأثخنَ في المشركين، حتى قال الصحابة للنبيّ صلى الله عليه وسلم: ما أجرأ منا اليوم أحد كما أجرأ فلان، يثنون على شجاعته.
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار!
ثم نشبَ القتال مجدداً، ومنَّ اللهُ على المسلمين بالنصر، وجاء رجل من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أشهدُ أنكَ رسول الله!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟
فقال: الرَّجلَ الذي ذكرتَ آنفاً أنه من أهل النار، فاستغربَ الناس ذلكَ، تبعته أرى ماذا يفعل، فقاتلَ المشركين قتالاً شديداً، ثم أُصيب وجُرحَ جرحاً شديداً فاستعجلَ الموتَ، فوضع نصلَ سيفه في الأرض، وذبابه عند صدره، ثم تحاملَ عليه فقتلَ نفسه!
وحدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه مرةً فقال لهم: كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جُرحٌ فجزعَ/ خافَ، فأخذ سكيناً فخرَّ بها يده/ قطع شرايينه، فما رقأ/ توقف الدم حتى ماتَ. فقال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرَّمتُ عليه الجنَّة!
كثرتْ ظاهرة الانتحار مؤخراً بين الناس، فلا يمضي شهر إلا ونسمع عن شخصٍ قتلَ نفسه بعدما ضاقتْ في وجهه الحياة.
لنكن منصفين أن الحياة صعبة، وأن الإنسان يقع في مشكلات يراها أكبر من قدرته على التحمل، ولكن لنحسبَ الأمور بعقل وحكمة، فلو كانت الحياة الدنيا نهاية المطاف، لقلنا إذن إن الانتحار انسحاب الجبناء من مواجهة ظروفهم، ولكنه حل وإن كان حلاً عاجزاً وجباناً، ولكن كما نؤمن جميعاً أن الحياة الدنيا ليست إلا دار امتحان، وأن الحياة الحقيقية في الآخرة حيث لا مكان للإنسان فيها إلا في الجنة أو في النار، وبهذا يصبح الانتحار خسارة للدارين معاً، دار الدنيا ودار الآخرة!
ظاهر النصوص النبوية الشريفة قاطعة أن المنتحر في النار، ولكن علينا أن نتأدب مع الله سبحانه، ونعرفُ أن أمر الناس جميعاً إلى الله، بغض النظر عن أي طريقة ماتوا بها، فإن عذبَّ فقد عدلَ، وإن عفا فقد رحمَ. والمنتحر، على عظم جرمه وخطيئته، لا يخرج من دائرة الإسلام، وإنما يُغسَّل ويُكفَّن، ويُصلى عليه، ويُدفن في مقابر المسلمين، هذا الكلام لنا بعد أن يقع الانتحار، أما كل من فكَّر فيه، فعليه أن يعلمَ أن رجلاً جاهدَ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يشفع له ذلكَ لأنه قتلَ نفسه، فواجهوا ظروفكم، واصبروا، وما بعد العسر إلا اليسر، ومن تصبَّر يصبره الله، ودعكم من أفكار الجُبن والانسحاب وقتل النفس، فالحياة مهما كانت صعبة تبقَ أهون من غمسة واحدة في النار!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار!
ثم نشبَ القتال مجدداً، ومنَّ اللهُ على المسلمين بالنصر، وجاء رجل من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أشهدُ أنكَ رسول الله!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟
فقال: الرَّجلَ الذي ذكرتَ آنفاً أنه من أهل النار، فاستغربَ الناس ذلكَ، تبعته أرى ماذا يفعل، فقاتلَ المشركين قتالاً شديداً، ثم أُصيب وجُرحَ جرحاً شديداً فاستعجلَ الموتَ، فوضع نصلَ سيفه في الأرض، وذبابه عند صدره، ثم تحاملَ عليه فقتلَ نفسه!
وحدَّثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه مرةً فقال لهم: كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جُرحٌ فجزعَ/ خافَ، فأخذ سكيناً فخرَّ بها يده/ قطع شرايينه، فما رقأ/ توقف الدم حتى ماتَ. فقال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرَّمتُ عليه الجنَّة!
كثرتْ ظاهرة الانتحار مؤخراً بين الناس، فلا يمضي شهر إلا ونسمع عن شخصٍ قتلَ نفسه بعدما ضاقتْ في وجهه الحياة.
لنكن منصفين أن الحياة صعبة، وأن الإنسان يقع في مشكلات يراها أكبر من قدرته على التحمل، ولكن لنحسبَ الأمور بعقل وحكمة، فلو كانت الحياة الدنيا نهاية المطاف، لقلنا إذن إن الانتحار انسحاب الجبناء من مواجهة ظروفهم، ولكنه حل وإن كان حلاً عاجزاً وجباناً، ولكن كما نؤمن جميعاً أن الحياة الدنيا ليست إلا دار امتحان، وأن الحياة الحقيقية في الآخرة حيث لا مكان للإنسان فيها إلا في الجنة أو في النار، وبهذا يصبح الانتحار خسارة للدارين معاً، دار الدنيا ودار الآخرة!
ظاهر النصوص النبوية الشريفة قاطعة أن المنتحر في النار، ولكن علينا أن نتأدب مع الله سبحانه، ونعرفُ أن أمر الناس جميعاً إلى الله، بغض النظر عن أي طريقة ماتوا بها، فإن عذبَّ فقد عدلَ، وإن عفا فقد رحمَ. والمنتحر، على عظم جرمه وخطيئته، لا يخرج من دائرة الإسلام، وإنما يُغسَّل ويُكفَّن، ويُصلى عليه، ويُدفن في مقابر المسلمين، هذا الكلام لنا بعد أن يقع الانتحار، أما كل من فكَّر فيه، فعليه أن يعلمَ أن رجلاً جاهدَ مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يشفع له ذلكَ لأنه قتلَ نفسه، فواجهوا ظروفكم، واصبروا، وما بعد العسر إلا اليسر، ومن تصبَّر يصبره الله، ودعكم من أفكار الجُبن والانسحاب وقتل النفس، فالحياة مهما كانت صعبة تبقَ أهون من غمسة واحدة في النار!بقلم: أدهم شرقاوي