تمضي المشاورات القائمة لتشكيل حكومة لبنانية جديدة قدما، على وقع مجموعة من الأزمات والكوارث التي تزداد عمقا، وآخرها انفجار صهريج وقود في منطقة عكّار في شمال لبنان، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
يعيش لبنان دون حكومة منذ أشهر، وسط حالة من القلق والذهول خيمت على اللبنانيين بسبب الأزمات التي تزداد عمقا واتساعا كل يوم، دون أن تلوح في الأفق أية إشارات على وجود تحسن قريب، ما ينعكس احتجاجات وإغلاقات للطرق، مع ما يعنيه ذلك من مشكلات إضافية وخسائر أكبر، وجاءت أزمة الوقود ونتائجها الكارثية في عكار لتضيف بعدا جديدا للصورة السوداوية الراهنة.
الأنظار تتجه الآن إلى تشكيل الحكومة، حيث تشير التصريحات الصادرة عن جميع المعنيين إلى أنها سوف تبصر النور خلال أيام فحسب، وإذا تم ذلك بالفعل فإن كرة الغلاء المتدحرجة ربما تتوقف أخيرا، ليبدأ حل الأزمات واحدة تلو الأخرى، مع الانفتاح على المجتمع الدولي الذي يرفض تقديم أي مساعدات فعالة وملموسة ما لم يتم تشكيل حكومة قادرة على التحرك بعيدا عن المحاصصات السياسية.
السبب الرئيسي لتشكيل الحكومة خلال بضعة أيام، إدراك الجميع أن لبنان دخل مرحلة الانحدار السريع نحو الهاوية، مع ما يعنيه ذلك من انفجار اجتماعي وفوضى عارمة على كل الأصعدة، بسبب تفاقم الأوضاع ووجود مؤشرات على توقف القطاعات الإنتاجية والخدماتية عن العمل.
بحسب أرقام البنك الدولي لعام «2020»، فإن نسبة الفقر بين اللبنانيين تقدر بنحو «55 %»، إلا أنها ارتفعت في «2021» على وقع التضخم المفرط لتبلغ نحو «80 %» وفق تقديرات غير رسمية.
التطورات الراهنة أصابت الفقراء في مقتل، وهم باتوا الأغلبية في لبنان حسب الإحصاءات، كما أن معظم الموظفين لن تكون لديهم القدرة على الذهاب إلى أعمالهم، بسبب غلاء كلفة التنقل بعد وقف دعم أسعار المحروقات، لذلك كله فإن تشكيل الحكومة بات أقرب من أي وقت، تجنبا للانفجار الكبير الذي لا يريده أحد على الإطلاق.
بقلم: رأي الوطن