عندما أراد الله تعالى أن يمدح نبيِّه في القرآن لم يمدحه بوسامته، رغم أنه كان كفلقة القمر، ولم يمدحه بنسبه، رغم أنه من أرفع الناس نسباً، وإنما مدحه بحسن أخلاقه فقال عزَّ من قائل: «وإنك لعلى خلق عظيم».
أهم درسٍ في الإسلام هو الأخلاق، فإن فاتكَ فإنكَ لم تُدرك من الإسلام إلا القليل، وفي هذا يقول ابن القيم: الدين كله خُلق فمن فاقكَ في الخُلق فقد فاقكَ في الدين!
وعن الأخلاق قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أحبُّ عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقاً
وقال: إنَّ من أحبكم إلىَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً!
وقال: ما من شيءٍ أثقلُ في الميزان من حسن الخلق
وعندما سُئلت عائشة عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلقه القرآن!
كان الشيخ عبد الرحمن السُميط- رحمه الله- في مهمة دعوية في إفريقيا، وهو الذي أسلم على يديه أحد عشر مليون شخص على مدى تسعةٍ وعشرين عاماً، فتعطَّلتْ سيارته في منطقة نائية، ومرَّ به قس إيطالي ورفضَ مساعدته، وقال له بسخرية: ادعُ محمداً أن يُنقذك!
أصلحَ الشيخ السيارة، وتابع مسيره، وقدَّر اللهُ أن يُصادف القسَّ الإيطالي في الطريق وقد تعطلتْ سيارته! فترجَّل من السيارة برفقة شباب معه، وقاموا بمساعدة القس حتى عادتْ سيارته إلى العمل!
أخذ القس يتصببُ عرقاً من الخجل، فقال له الشيخ: هذه الأخلاق ليست من عندنا، هذا ما أمرنا به ديننا!
يقول الشيخ معلقاً على الحادثة: بعد مُدَّةٍ جاءني خبر إسلام كل من كان مع القس في السيارة وكانوا من المسيحيين الكاثوليك، من دون أن نكلمهم كلمةً واحدة!
يمكنُ يا سادة أن يكون المرءُ داعياً إلى الله بحسنِ أخلاقه، فإنَّ بلاداً كثيرة مثل إندونيسيا وماليزيا لم تفتحها جيوش المسلمين، وإنما فتحها التجار المسلمون بحسن أخلاقهم، وصدق كلامهم، والتزامهم بمواعيدهم، وعدم الغش!
صحيح أننا أُمرنا بحُسن الخُلق مع الناس جميعاً، ولكن الأقربين أولى بالمعروف، فلنراجع أخلاقنا في بيوتنا، مع زوجاتنا وأولادنا، مع جيراننا وأقاربنا، مع زملاء العمل والدراسة، مع زبائن دكاننا، مع مرضانا في العيادات، وعملائنا في الشركات!
الجنة ليست بعيدة كما نتوهم، إنها قريبة جداً، وبإمكاننا أن نخطو إليها كل يوم حين نُعامل الناس بأخلاق الإسلام!بقلم: أدهم شرقاوي
أهم درسٍ في الإسلام هو الأخلاق، فإن فاتكَ فإنكَ لم تُدرك من الإسلام إلا القليل، وفي هذا يقول ابن القيم: الدين كله خُلق فمن فاقكَ في الخُلق فقد فاقكَ في الدين!
وعن الأخلاق قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أحبُّ عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقاً
وقال: إنَّ من أحبكم إلىَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً!
وقال: ما من شيءٍ أثقلُ في الميزان من حسن الخلق
وعندما سُئلت عائشة عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلقه القرآن!
كان الشيخ عبد الرحمن السُميط- رحمه الله- في مهمة دعوية في إفريقيا، وهو الذي أسلم على يديه أحد عشر مليون شخص على مدى تسعةٍ وعشرين عاماً، فتعطَّلتْ سيارته في منطقة نائية، ومرَّ به قس إيطالي ورفضَ مساعدته، وقال له بسخرية: ادعُ محمداً أن يُنقذك!
أصلحَ الشيخ السيارة، وتابع مسيره، وقدَّر اللهُ أن يُصادف القسَّ الإيطالي في الطريق وقد تعطلتْ سيارته! فترجَّل من السيارة برفقة شباب معه، وقاموا بمساعدة القس حتى عادتْ سيارته إلى العمل!
أخذ القس يتصببُ عرقاً من الخجل، فقال له الشيخ: هذه الأخلاق ليست من عندنا، هذا ما أمرنا به ديننا!
يقول الشيخ معلقاً على الحادثة: بعد مُدَّةٍ جاءني خبر إسلام كل من كان مع القس في السيارة وكانوا من المسيحيين الكاثوليك، من دون أن نكلمهم كلمةً واحدة!
يمكنُ يا سادة أن يكون المرءُ داعياً إلى الله بحسنِ أخلاقه، فإنَّ بلاداً كثيرة مثل إندونيسيا وماليزيا لم تفتحها جيوش المسلمين، وإنما فتحها التجار المسلمون بحسن أخلاقهم، وصدق كلامهم، والتزامهم بمواعيدهم، وعدم الغش!
صحيح أننا أُمرنا بحُسن الخُلق مع الناس جميعاً، ولكن الأقربين أولى بالمعروف، فلنراجع أخلاقنا في بيوتنا، مع زوجاتنا وأولادنا، مع جيراننا وأقاربنا، مع زملاء العمل والدراسة، مع زبائن دكاننا، مع مرضانا في العيادات، وعملائنا في الشركات!
الجنة ليست بعيدة كما نتوهم، إنها قريبة جداً، وبإمكاننا أن نخطو إليها كل يوم حين نُعامل الناس بأخلاق الإسلام!بقلم: أدهم شرقاوي