نبات الظل برائحة الفل

اعتادت أن ترسم على وجه زميلاتها وزملائها ابتسامة مشرقة وهي تقترب منهم لتهديهم نباتات ظل محلية برائحة الفل، موصية إياهم بالعناية بها ورشها بالماء كل يومين كي تبدو نضرة محافظة على شكلها ورائحتها الزاكية، علاقتنا بنباتات الظل علاقة قريبة لا يفهمها إلا القليل من الناس، إن الإدمان على نباتات الظل مزاج، والإدمان على الفواكه مزاج، والشوكولاته مزاج، وحب الآيس كريم مزاج، نباتات الظل تشعرنا بالراحة النفسية، أوراقها شكلها استدارتها اخضرارها، مشاهدتها تجلب السعادة، تنشط الدماغ والحواس وتدغدغ المشاعر، فتعطي شعورا بالسعادة والراحة، وتعطي شعورا بحالة الحب، لأنها تحفز المناطق المسؤولة عن خلق المشاعر واللذة الدافعة للعمل.
نباتات الظل تحسن المزاج، وتقلل من الضيق والملل والاكتئاب، وتخفف من الانزعاج، وتخفّض مستويات التوتر بسبب زحمة المراجعين، ويصبح الموظف أكثر استرخاء وتحفزاً للإنجاز الذي يصل إلى حد الإعجاز، إن نباتات الظل تدفع الوجوه للابتسام، والبشر، وتوقظ الدماغ للعمل والتركيز والفرح والنعيم والبهجة، نشكر زهرة السوسن على ذوقها الرفيع، ولمساتها الجمالية، ونشاطها الدؤوب، ونباتاتها الظليلة، ونسماتها العليلة، ولسان حالها يردد وينشد: لكم أهدي نبات الظل هدايا، هدايا لا تضارعها التحايا، هدايا تعمر الآفاق سعداً، ويصرف ريحها كل البلايا، هدايا تنظم الأشواق عقداً، وتنشر عطرها بين الزوايا، تترجم باحتراف خفقان قلب، كأن به من الأشواق نايا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي