يقول جابر بن عبدالله: كنتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ، فأبطأ بي جَملي، فمررتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: جابر؟
قلتُ: نعم.
فقال: ما شأنك؟
فقلتُ: أبطأ بي جملي، فتخلفتُ.
فنزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن راحلته، وجعل يدفع جملي بيده، ثم قال لي: اركَبْ!
فركبتُ، فقال لي: أتزوجتَ؟
قلتُ: نعم.
قال: بكرًا أم ثيِّبًا؟ والثيب التي سبقَ لها الزواج من قبل فهي إما مُطلقة أو أرملة.
قلتُ: بل ثيبًا.
فقال: أفلا جارية تُلاعبها وتلاعبك، وتُضاحكها وتُضاحكك.
فقلتُ: إنَّ أبي ماتَ وتركَ سبع بناتٍ، وإني كرهتُ أن أجيئهنَّ بمثلهنَّ، فأحببتُ أن أتزوج امرأةً تجمعهنَّ وتمشطهنَّ وتقوم عليهنَّ.
فقال: باركَ اللهُ لكَ.
ثم قال لي: أتبِيعُ جَملك؟!
فقلتُ: نعم.
فاشتراه مني بأوقية من فضة.
ثم وصل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قبلي، ووصلتُ في المساء، فجئنا إلى المسجد، فوجدته بباب المسجد، فقال لي: الآن قدمتَ؟
قلتُ: نعم.
فقال: دَعْ جملكَ وادخُلْ فصَلِّ ركعتين.
فدخلتُ، فصليتُ، وأمرَ بلالاً فوزنَ لي أوقية من فضة، فأخذتها، فلما انصرفتُ، نادى عليَّ وقال: خُذْ جملكَ ولكَ ثمنه!
يُعلمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم درساً بليغاً من دروس الحياة، وهو أن نفسية البنت البكر، الصغيرة في السِّن أنفع للزواج، لأنَّ فيها إقبالاً على الحياة والزواج ليسا في المرأة الثيب التي عادة ما أن يكون لها أولاد فهي مشغولة بهم، أو مكلومة من الحياة من طلاق سبقته حياة عسيرة، وضرر قد يدفع الزوج الجديد ثمنه!
ويُعلمنا جابر درسا بليغا أيضاً، وهو أن يُقدِّر كل إنسان ظروفه، ويتصرف على هذا الأساس، وقد أحسنَ إذ تزوج امرأة ثيباً، لأنه لو أحضرَ إلى البيت فتاةً صغيرة بعمر أخواته اللاتي يقوم على تربيتهن لضعنَ، ولفرَّط في هذه الأمانة، وأكثر ما أعجبُ منه أن الرجل إذا ماتت زوجته، أو حصل بينهما طلاق سعى للزواج بفتاة بعمر بناته وهُنَّ معه، وهذا إن لم يكن حراماً بلا شك، إلا أنه ليس فيه شيء من فقه الحياة!
ثم انظروا إلى جبر الخواطر، جابر رجل فقير، وقد تزوَّج، وقد أراد النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُعينه ببعض المال، بالمقابل أراد أن يحفظ له كرامته، فاشترى منه الجمل، ثم أعطاه ثمنه، وأعاده إليه، يوجد ألف طريقة لمساعدة الناس دون جرح كرامتهم، فتخيروا طُرق العطاء!بقلم: أدهم شرقاوي
قلتُ: نعم.
فقال: ما شأنك؟
فقلتُ: أبطأ بي جملي، فتخلفتُ.
فنزل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن راحلته، وجعل يدفع جملي بيده، ثم قال لي: اركَبْ!
فركبتُ، فقال لي: أتزوجتَ؟
قلتُ: نعم.
قال: بكرًا أم ثيِّبًا؟ والثيب التي سبقَ لها الزواج من قبل فهي إما مُطلقة أو أرملة.
قلتُ: بل ثيبًا.
فقال: أفلا جارية تُلاعبها وتلاعبك، وتُضاحكها وتُضاحكك.
فقلتُ: إنَّ أبي ماتَ وتركَ سبع بناتٍ، وإني كرهتُ أن أجيئهنَّ بمثلهنَّ، فأحببتُ أن أتزوج امرأةً تجمعهنَّ وتمشطهنَّ وتقوم عليهنَّ.
فقال: باركَ اللهُ لكَ.
ثم قال لي: أتبِيعُ جَملك؟!
فقلتُ: نعم.
فاشتراه مني بأوقية من فضة.
ثم وصل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قبلي، ووصلتُ في المساء، فجئنا إلى المسجد، فوجدته بباب المسجد، فقال لي: الآن قدمتَ؟
قلتُ: نعم.
فقال: دَعْ جملكَ وادخُلْ فصَلِّ ركعتين.
فدخلتُ، فصليتُ، وأمرَ بلالاً فوزنَ لي أوقية من فضة، فأخذتها، فلما انصرفتُ، نادى عليَّ وقال: خُذْ جملكَ ولكَ ثمنه!
يُعلمنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم درساً بليغاً من دروس الحياة، وهو أن نفسية البنت البكر، الصغيرة في السِّن أنفع للزواج، لأنَّ فيها إقبالاً على الحياة والزواج ليسا في المرأة الثيب التي عادة ما أن يكون لها أولاد فهي مشغولة بهم، أو مكلومة من الحياة من طلاق سبقته حياة عسيرة، وضرر قد يدفع الزوج الجديد ثمنه!
ويُعلمنا جابر درسا بليغا أيضاً، وهو أن يُقدِّر كل إنسان ظروفه، ويتصرف على هذا الأساس، وقد أحسنَ إذ تزوج امرأة ثيباً، لأنه لو أحضرَ إلى البيت فتاةً صغيرة بعمر أخواته اللاتي يقوم على تربيتهن لضعنَ، ولفرَّط في هذه الأمانة، وأكثر ما أعجبُ منه أن الرجل إذا ماتت زوجته، أو حصل بينهما طلاق سعى للزواج بفتاة بعمر بناته وهُنَّ معه، وهذا إن لم يكن حراماً بلا شك، إلا أنه ليس فيه شيء من فقه الحياة!
ثم انظروا إلى جبر الخواطر، جابر رجل فقير، وقد تزوَّج، وقد أراد النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يُعينه ببعض المال، بالمقابل أراد أن يحفظ له كرامته، فاشترى منه الجمل، ثم أعطاه ثمنه، وأعاده إليه، يوجد ألف طريقة لمساعدة الناس دون جرح كرامتهم، فتخيروا طُرق العطاء!بقلم: أدهم شرقاوي