كانت أم سلمة وزوجها من المسلمين الأوائل، هاجروا إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، فكانا من أصحاب الهجرتين!
كلاهما عريقٌ في نسبه، ابنا عمومة من بني مخزوم، ويزيدُ عليها أبو سلمة في النسب أنه ابن عمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة!
قالتْ أم سلمة يوماً لأبي سلمة: بلغني أنه ما من امرأةٍ يموتُ زوجها وهو من أهل الجنة، ثم لم تتزوج بعده، إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال نتعاهد ألاَّ تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدكَ!
فقال لها أبو سلمة: أتطيعينني؟
فقالت له: نعم
فقال: إذا متُّ فتزوجي، اللهمَّ زوِّج أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني، لا يحزنها، ولا يؤذيها!
فلما مات أبو سلمة، قالت أم سلمة في نفسها: من خيرٌ من أبي سلمة؟!
ولما انقضتْ عدَّتها خطبها النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
فأرسلت إليه: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني امرأة شديدة الغيرة، وإني ذات أولادٍ صغار، وليس أحدٌ من أوليائي شاهدا!
فبعثَ إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: أمَّا أنكِ شديدة الغيرة فسأدعو الله أن يُذهبَ غيرتكِ، وأما صبيانكِ فسيكفيكِ اللهُ أمرهم، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي!
وهكذا لم تتزوج أم سلمة من هو خير من أبي سلمة فحسب، وإنما تزوجتْ من هو خيرٌ من الناس كلهم!
الفكرة من هذا كله أن الحيَّ أبقى من الميت، وأن زواج المرأة بعد زوجها، أو زواج الرجل بعد زوجته، مسألة شخصية يُقدرها كل واحد منهما بحسب حاجاته وظروفه، فليست المرأة التي تتزوج بعد زوجها قليلة الوفاء، ولا الرجل الذي يتزوج بعد زوجته باحث عن المتعة والنساء!
هذه سُنة الحياة، وهكذا كان الناس قبلنا، وهكذا سيستمرون بعدنا، وليس في الحلال شيءٌ معيب، والشرع قبل العادات، والله لا يُشرِّعُ أمراً مخجلاً، ولكن الناس يُضيِّقون على الناس!
من أرادت أن تعيش على ذكرى زوجها وتربي أولادها فهذا شأنها، ومن أرادتْ أن تتزوج فهذا شأنها أيضاً، وليس لأحدٍ من أهلها أو أهل زوجها أن يمنعها بحجة عدم الوفاء لزوجها الميت، نحن بشر من لحم ودم، ولكل إنسان منا حاجات جسدية، وروحية تتطلبُ الإشباع لتكون الحياة سوية، فلا تُحرّموا ما أحلَّ الله خجلاً من كلام الناس، الناس عندما لم يجدوا شيئاً يعيبوا فيه لوطاً عليه السلام وأهله جعلوا حسناته سيئات فقالوا: «فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ»!بقلم: أدهم شرقاوي
كلاهما عريقٌ في نسبه، ابنا عمومة من بني مخزوم، ويزيدُ عليها أبو سلمة في النسب أنه ابن عمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة!
قالتْ أم سلمة يوماً لأبي سلمة: بلغني أنه ما من امرأةٍ يموتُ زوجها وهو من أهل الجنة، ثم لم تتزوج بعده، إلا جمع الله بينهما في الجنة، فتعال نتعاهد ألاَّ تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدكَ!
فقال لها أبو سلمة: أتطيعينني؟
فقالت له: نعم
فقال: إذا متُّ فتزوجي، اللهمَّ زوِّج أم سلمة بعدي رجلاً خيراً مني، لا يحزنها، ولا يؤذيها!
فلما مات أبو سلمة، قالت أم سلمة في نفسها: من خيرٌ من أبي سلمة؟!
ولما انقضتْ عدَّتها خطبها النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
فأرسلت إليه: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني امرأة شديدة الغيرة، وإني ذات أولادٍ صغار، وليس أحدٌ من أوليائي شاهدا!
فبعثَ إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: أمَّا أنكِ شديدة الغيرة فسأدعو الله أن يُذهبَ غيرتكِ، وأما صبيانكِ فسيكفيكِ اللهُ أمرهم، وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي!
وهكذا لم تتزوج أم سلمة من هو خير من أبي سلمة فحسب، وإنما تزوجتْ من هو خيرٌ من الناس كلهم!
الفكرة من هذا كله أن الحيَّ أبقى من الميت، وأن زواج المرأة بعد زوجها، أو زواج الرجل بعد زوجته، مسألة شخصية يُقدرها كل واحد منهما بحسب حاجاته وظروفه، فليست المرأة التي تتزوج بعد زوجها قليلة الوفاء، ولا الرجل الذي يتزوج بعد زوجته باحث عن المتعة والنساء!
هذه سُنة الحياة، وهكذا كان الناس قبلنا، وهكذا سيستمرون بعدنا، وليس في الحلال شيءٌ معيب، والشرع قبل العادات، والله لا يُشرِّعُ أمراً مخجلاً، ولكن الناس يُضيِّقون على الناس!
من أرادت أن تعيش على ذكرى زوجها وتربي أولادها فهذا شأنها، ومن أرادتْ أن تتزوج فهذا شأنها أيضاً، وليس لأحدٍ من أهلها أو أهل زوجها أن يمنعها بحجة عدم الوفاء لزوجها الميت، نحن بشر من لحم ودم، ولكل إنسان منا حاجات جسدية، وروحية تتطلبُ الإشباع لتكون الحياة سوية، فلا تُحرّموا ما أحلَّ الله خجلاً من كلام الناس، الناس عندما لم يجدوا شيئاً يعيبوا فيه لوطاً عليه السلام وأهله جعلوا حسناته سيئات فقالوا: «فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ»!بقلم: أدهم شرقاوي