لا شيء يشغل الرأي العام هذه الأيام أكثر من العرس الانتخابي المرتقب، فهو حديث الساعة، وكيف لا تكون هذه الانتخابات حدثا وطنيا وهي محطة فاصلة في تاريخنا، حيث سيكون لها التأثير الكبير على الجميع، ناخبين ومنتخبين، نساء ورجالاً، مواطنين ومقيمين، فكل شخص سيتم انتخابه سيكون صوته الذي يناقش قضاياهم ويعبر عن آرائهم.
هي تجربتنا الأولى، نتعلم فيها سويا، ونستفيد منها جميعا، وهو ما جعل الجميع يتحمس، فعدد المرشحين فاق التوقعات، وقد استوقفني في هذا الصدد «تغريدة» للأستاذ حمد لحدان المهندي يتساءل فيها إن كان هذا أمرا إيجابيا أم سلبيا؟ وقد لقيت هذه التغريدة تفاعلا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت الآراء بين من يراها مؤشراً إيجابياً ودليلاً على روح المسؤولية العالية لدى المواطنين القطريين، وبين من يعتبرها دليلا على حب الظهور.?
هذا النقاش جعلني أتوقف قليلا لأحاول فهم الوضع وأطرح نفس هذا السؤال على نفسي، لكني وجدت أنه لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال إلا من خلال الإجابة عن عدة أسئلة..
هل إن جميع من ترشحوا يجدون في أنفسهم القدرة والمؤهلات لشغل هذا المنصب؟ هل فعلا يمثلون دوائرهم؟ هل هم فعلا الأشخاص الأحق والأجدر؟ وكيف يمكن للناخب أن يختار الشخص الأنسب؟
واستنتجت أنه رغم أن ارتفاع عدد المرشحين هو دليل على حماسهم ونيتهم الطيبة لخدمة وطنهم وإحداث فرق وتغيير إيجابي، إلا أن البعض مؤهل بكثير عن الآخر وكان من الأجدر أن يتراجع البعض ليمنح الفرصة للأحق، والأكثر خبرة وثقافة وعلما، فكلنا نحب المناصب وهذه طبيعة البشر، لكننا في مثل هذه المواقف يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونقيم الوضع بحيادية، ونفسح المجال لمن يستطيع خدمة الوطن حتى على حساب طموحاتنا الشخصية، فالوطن أكبر منا جميعا، كما أن هذا العدد الكبير من المرشحين سيشتت الأصوات ويتسبب في حيرة الناخبين، وعدم قدرتهم على الإلمام بقدرات جميع المرشحين، وإمكانياتهم وعدم الاطلاع على جميع البرامج الانتخابية وبذلك سيمنح صوته بناء على مقاييس ثانية غير السيرة الذاتية والبرنامج.
هذه المرحلة تحتاج منا وعياً كبيرا وتصالحا مع الذات وتقييما موضوعيا، وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، ناخبين ومرشحين، وطالما أن مرحلة الترشيحات قد انتهت فالكرة الآن في ملعب الناخبين الذين يجب أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية، وأن يجتهدوا لاختيار الأنسب من منطلق الكفاءة، ولا شيء غير الكفاءة والإخلاص للوطن.
بقلم :حمد حسن التميمي
هي تجربتنا الأولى، نتعلم فيها سويا، ونستفيد منها جميعا، وهو ما جعل الجميع يتحمس، فعدد المرشحين فاق التوقعات، وقد استوقفني في هذا الصدد «تغريدة» للأستاذ حمد لحدان المهندي يتساءل فيها إن كان هذا أمرا إيجابيا أم سلبيا؟ وقد لقيت هذه التغريدة تفاعلا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت الآراء بين من يراها مؤشراً إيجابياً ودليلاً على روح المسؤولية العالية لدى المواطنين القطريين، وبين من يعتبرها دليلا على حب الظهور.?
هذا النقاش جعلني أتوقف قليلا لأحاول فهم الوضع وأطرح نفس هذا السؤال على نفسي، لكني وجدت أنه لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال إلا من خلال الإجابة عن عدة أسئلة..
هل إن جميع من ترشحوا يجدون في أنفسهم القدرة والمؤهلات لشغل هذا المنصب؟ هل فعلا يمثلون دوائرهم؟ هل هم فعلا الأشخاص الأحق والأجدر؟ وكيف يمكن للناخب أن يختار الشخص الأنسب؟
واستنتجت أنه رغم أن ارتفاع عدد المرشحين هو دليل على حماسهم ونيتهم الطيبة لخدمة وطنهم وإحداث فرق وتغيير إيجابي، إلا أن البعض مؤهل بكثير عن الآخر وكان من الأجدر أن يتراجع البعض ليمنح الفرصة للأحق، والأكثر خبرة وثقافة وعلما، فكلنا نحب المناصب وهذه طبيعة البشر، لكننا في مثل هذه المواقف يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونقيم الوضع بحيادية، ونفسح المجال لمن يستطيع خدمة الوطن حتى على حساب طموحاتنا الشخصية، فالوطن أكبر منا جميعا، كما أن هذا العدد الكبير من المرشحين سيشتت الأصوات ويتسبب في حيرة الناخبين، وعدم قدرتهم على الإلمام بقدرات جميع المرشحين، وإمكانياتهم وعدم الاطلاع على جميع البرامج الانتخابية وبذلك سيمنح صوته بناء على مقاييس ثانية غير السيرة الذاتية والبرنامج.
هذه المرحلة تحتاج منا وعياً كبيرا وتصالحا مع الذات وتقييما موضوعيا، وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، ناخبين ومرشحين، وطالما أن مرحلة الترشيحات قد انتهت فالكرة الآن في ملعب الناخبين الذين يجب أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية، وأن يجتهدوا لاختيار الأنسب من منطلق الكفاءة، ولا شيء غير الكفاءة والإخلاص للوطن.
بقلم :حمد حسن التميمي