نظرَ سعد بن أبي وقاص في شأن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يوزِّع الغنائم على الجيش، فإذا الناس ليسوا سواءً، فالمعركة قد يشهدها الصنديد الذي يكون أولاً، ويقتحم الصفوف، وقد يحضرها الكبير في السن، والضعيف في جسده، وقد يحضرها من فيه شيء من الجُبن والخوف على نفسه فيكون في آخر الصفوف!
ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعطي الجميع بمقدار واحد، الفارس الشجاع كالكبير في العمر!
فرأى سعد بن أبي وقاص أنَّ له فضلاً على بعض الناس، وأنه يجب أن تكون حصته أكبر!
فقال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، الرَّجلُ يكون حامية القوم، أيكون سهمه وسهم غيره سواء؟!
فقال له النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ثكلتكَ أمك يا ابن أم سعد، وهل تُرزقون وتُنصرون إلا بضعفائكم؟!
تأملوها جيداً: وهل تُرزقون وتُنصرون إلا بضعفائكم؟!
لعلَّ اللهَ أجرى لكَ الرِّزقَ بحسنةِ أبوين بلغا من الكبر عتياً وأنتَ تنفقُ عليهما، فأراد أن تكون سبباً في رزقٍ يرسله إليهما ولولا إحسانك معهما ما كان هذا الرزق لكَ!
ولعلَّ الله أجرى لكَ الرزق بسبب جارٍ مسكين جعلتَ له راتباً شهرياً في الخفاء، تريدُ أن ترحم حاجته، وتحفظُ له ماء وجهه، فلما رأى الله هذا منكَ أعطاكَ ما لو لم يكن لكَ هذه الصدقة الخفيّة ما كان ليعطيكَ!
ولعلَّ الله أجرى لكَ الرزق بسبب ابنٍ فيه عاهة أو مرض مزمن، فحمدتَ الله وما تأففتَ، وأنفقتَ في علاجه وما بخلتَ، تحسبُ أنك الذي ترزقه وفي الحقيقة هو سبب رزقك عند الله!
وروى صاحب روح البيان في تفسير القرآن قال:
أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه أني قضيتُ عُمر فلان نصفه بالفقر ونصفه بالغنى، فخيِّره حتى أُقدِّم له الذي يريدُ أولاً!
فدعاه فأخبره، فقال الرجل: حتى أشاور زوجتي.
فتشاورا، وقررا أن يكون نصف الغنى أولاً، ففتحَ الله لهما أبواب الرزق، وكانا كلما أنفقا شيئاً على نفسيهما أنفقا مثله على الفقراء.
فلما انقضى نصف المدة ولم يرفع الله عنهما الغنى!
فسأل ذاك النبيِّ ربه، فأوحى إليه أني وجدته شاكراً، وللشاكرين المزيد، قضيتُ لعبدي عمره كله في الغِنى!بقلم: أدهم شرقاوي
ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعطي الجميع بمقدار واحد، الفارس الشجاع كالكبير في العمر!
فرأى سعد بن أبي وقاص أنَّ له فضلاً على بعض الناس، وأنه يجب أن تكون حصته أكبر!
فقال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، الرَّجلُ يكون حامية القوم، أيكون سهمه وسهم غيره سواء؟!
فقال له النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ثكلتكَ أمك يا ابن أم سعد، وهل تُرزقون وتُنصرون إلا بضعفائكم؟!
تأملوها جيداً: وهل تُرزقون وتُنصرون إلا بضعفائكم؟!
لعلَّ اللهَ أجرى لكَ الرِّزقَ بحسنةِ أبوين بلغا من الكبر عتياً وأنتَ تنفقُ عليهما، فأراد أن تكون سبباً في رزقٍ يرسله إليهما ولولا إحسانك معهما ما كان هذا الرزق لكَ!
ولعلَّ الله أجرى لكَ الرزق بسبب جارٍ مسكين جعلتَ له راتباً شهرياً في الخفاء، تريدُ أن ترحم حاجته، وتحفظُ له ماء وجهه، فلما رأى الله هذا منكَ أعطاكَ ما لو لم يكن لكَ هذه الصدقة الخفيّة ما كان ليعطيكَ!
ولعلَّ الله أجرى لكَ الرزق بسبب ابنٍ فيه عاهة أو مرض مزمن، فحمدتَ الله وما تأففتَ، وأنفقتَ في علاجه وما بخلتَ، تحسبُ أنك الذي ترزقه وفي الحقيقة هو سبب رزقك عند الله!
وروى صاحب روح البيان في تفسير القرآن قال:
أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه أني قضيتُ عُمر فلان نصفه بالفقر ونصفه بالغنى، فخيِّره حتى أُقدِّم له الذي يريدُ أولاً!
فدعاه فأخبره، فقال الرجل: حتى أشاور زوجتي.
فتشاورا، وقررا أن يكون نصف الغنى أولاً، ففتحَ الله لهما أبواب الرزق، وكانا كلما أنفقا شيئاً على نفسيهما أنفقا مثله على الفقراء.
فلما انقضى نصف المدة ولم يرفع الله عنهما الغنى!
فسأل ذاك النبيِّ ربه، فأوحى إليه أني وجدته شاكراً، وللشاكرين المزيد، قضيتُ لعبدي عمره كله في الغِنى!بقلم: أدهم شرقاوي