واحدة من النساء اللواتي يدركن جيداً قيمة المرأة ويقدرن قدراتها، هي الإعلامية العراقية ميس عنبر التي تطل وتتوارى، لكنها في انزوائها تستنشق علماً وفي مجيئها يحضر معها صوت المرأة، الوطن حاورتها عقب إنجابها لابنتها «البكر» لتتحدث عن برنامجها «كهرمانة» الذي يعرض كل خميس على قناة الشرقية، ولتروي لنا قصة انخراطها في مجال الإعلام، وأموراً أخرى تكشف عنها في هذا اللقاء.
في البداية قالت ميس: «أنتمي إلى عالم الإعلام الجذاب منذ ستة أعوام، فقد بدأت كمتدربة، وحالفني الحظ في التدريب ضمن طاقم قناة CNB، عقبها انتقلت إلى محطة الشرقية العراقية، وعملت ضمن طاقم البث والمونتاج، وهو نفس العام الذي حدد هويتي الإعلامية من خلال انطلاقتي في مجال الفضاء كمقدمة برنامج «خيط وخير»، وهو البرنامج الذي يصنف ضمن البرامج الخيرية، ويهدف إلى مساعدة النساء العراقيات الموهوبات في مجال الخياطة من خلال توفير كل مستلزمات مشروع معمل خياطة منزلي».
وتابعت: على الرغم من نجاح الفكرة التي ساهمت في تحقيق طموحات العراقيات العاملات في مجال الخياطة إلا أن البرنامج لم يستمر، ثم انقطعت لمدة عام لإكمال دراستي في الماجستير «تخصص الدبلوماسية والعلاقات الدولية»، بعدها عملت كمدرس مساعد ومنسق استديو الإنتاج في الجامعة الأميركية بدولة الإمارات التي أقطن بها، ثم عدت بعدها إلى الشاشة من خلال برنامج «كهرمانة» الموجه إلى المرأة، وهو برنامج نسائي متخصص في أمور الصحة والجمال، ويعرض مساء كل خميس في تمام الساعة التاسعة مساء على قناة الشرقية.
ورغم أنها تحمل كما يُقال بالعامية (بطيختين)، إلا أنها اعترفت بفشلها عندما سألناها عن مقدرتها في التوفيق بين الأمرين، فقالت: لم أتمكن حتى هذه اللحظة من أن أجعل المهنتين- مدرسة مساعد في الجامعة الأميركية، واعلامية- مكملتين لبعض».
وأردفت: «سأعمل على تقديم كل ما يخص الإعلام السياسي ولكن بطريقة دبلوماسية لا تجرح أي طرف من المجتمع العراقي، وستكون السياسة التي سأطرحها من النوع المحايد والموضوعي».
وبخصوص إمكانية تمييز مهنة الإعلام التي تشابكت والتبست بموجب سياسة بعض القنوات التي ترفع شعار(الجمهور عاوز كدة)، أوضحت أن بعض الإعلاميين اصبحوا مسيسين، بالأخص الإعلاميون العراقيون، بموجب سيطرة السياسة وأحزابها على القنوات، وبعض الإعلاميين العراقيين يختارون البرامج التي تضمن لهم مشاهدة عالية وإن كانت سبباً في زراعة الفتنه بين طوائف المجتمع.
ولم تُنكر عنبر أزمة اقـتحام صف كبير من المطربين ونجوم التمثيل مجال التقديم، معتبرة أن الأمر يشكل «قلق»، وأرجعت ذلك لـ»صعوبة فرص العمل، ولرغبة بعض القنوات التليفزيونية في حصد نسبة متابعة وتصاعد في الأرباح من خلال تعاقدهم مع نجوم مشاهير، كما أنه لا يوجد من يدعم المواهب العراقية من الإعلاميين بالأخص من هم خارج العراق، باستثناء الفنان كاظم الساهر في مجال الطرب».
كما أقرت عنبر بأنها جنت فوائد الإقامة الطويلة في الإمارات من الناحية المهنية، إلا أن انشغالها في التدريس وتقديم برنامج (كهرمانة )، أبعدها عن القنوات العربية، حيث أوضحت: «أطمح لانتشار أوسع والوصول إلى المجتمع العربي من خلال إحدى القنوات العربية».
ونفت ميس ما أثير في الشبكة العنكبوتية من خلاف يجمعها بالإعلامية العراقية خمائل العاملي، حيث كتب أحدهم نصياً (أدليتِ بتصريح إلى أحد المراسلين تقولين فيه إنكِ تأثرتِ كثيراً بــخمائل العاملي وتصفينها بالقدوة الحسنة لِما تتمتع به من براعة في الأسلوب اللغوي وإمكانية عالية في إجراء الحوارات، فما الذي دعاكِ إلى تغيير أقوالكِ وتجاهلكِ لها؟ ، من جهتها ردت ميس: لم أُدلِ بمثل هذا التصريح على الاطلاق، المبدعة خمائل العاملي زميلة، تجمعنا قناة واحدة، ولكن أنا بعيدة كل البعد عن قراءة الأخبار، وهي بالفعل لها إمكانية عالية في اجراء الحوارات، لكنني بريئة من ذلك، ولم أصرح بما ذكر.
وتطمح مقدمة كهرمانة لطاولة تقديم «توفر ما يطور إمكانياتي، وأفضل البرامج المنوعة المتخصصة في مناقشة جميع مشاكل العائلة والمرأة، كذلك أطمح لأنتمي لطاقم برنامج (كلام نواعم)»، وأطرت كلاً من الإعلاميات ليلى الشيخلي وزينة يازجي ولجين عمران، معتبرة أنهن جميعاً يحملن المواصفات والمعايير التي تجعلهن الأوائل في مجال الإعلام والسياسة والإعلام الاجتماعي، كلاً منهن في تخصصها.