+ A
A -
لله در هؤلاء الفتية الستة وسابعهم إيمانهم بالله، الذين اختاروا سجن جلبوع لتنفيذ عملية بطولية ستكون مادة ضخمة لعمل بطولي لرجال يهربون من ظلم السجان إلى الحرية.. لقد اختاروا جلبوع وأمامهم جالوت يقاتل في جلبوع العبرانيبن القادمين من الشرق ويهزم ملكهم شاؤول ويأخذ منه التابوت الذي كان يحتوي على العهد القديم. اختاروا جلبوع وامامهم معركة عين جالوت في جبال جلبوع التي انتصر فيها حاكم مصر وقائد جيشها قطز على المغول، والذي أمر بقتل وفد هولاكو قائد وحاكم المغول.. لينهي الحملة المغولية التي دمرت بغداد وحلب.
انه من اروع الحكايات البطولية، فاذا كان فيلم الهروب من سجن النازي يروي قصة حقيقية لسجينين انجليز.. فهذا حكاية ستة ابطال رفضوا الاسر الصهيوني.. لقد كنا نحبس الانفاس من بداية الفيلم وحتى نهايته..
ستة من الرجال يحفرون بأظافرهم لعدة سنوات نفقا تحت مرحاض السجن وحتى خارجه..
ست سنوات من الصمت والعمل والرجولة والصبر الفعال.
هذه النوعية من الرجال ذوي الإرادة الفولاذية واليقين بالله.. كيف أتتهم الفكرة؟ كيف نفذوها؟ اين ذهبوا بالتراب؟..إنهم نوعية من الرجال اللامنتمين «out siders» الذين لا يستسلمون للواقع مهما كانت مرارته.. يذكر كولن ويلسون مؤلف الكتاب الشهير«اللامنتمون» أن علماء النفس وجدوا بعض الفئران المحتجزة في أقفاصها لها عقلية عجيبة ولا تكف عن محاولة الهرب من القفص.. وأنها تثير الرعب بين باقي الفئران.. وهم يحرضون باقي الفئران على الهرب. وعندما عزلوا الفئة القائدة.. هدأت باقي الفئران واستسلمت للسجن..
هؤلاء الأبطال اللامنتمون الذين فتحوا حفرة وهربوا منها.. الواحد منهم بألف ألف رجل..
هم فخر هذه الأمة وبهم نحتفي.. ونفتخر.. فهل هناك مخرج عربي يتحمس لتحويل قصة هروب الأسرى الستة لفيلم، خاصة وان الكيان الإسرائيلي اعتبر السجن بكفاءة امن غوانتانامو الأميركي؟.. الصراع مع الصهيوني طويل، ودائما الفلسطيني قادر على إدهاشنا وإسعادنا ونشر طاقة من التفاؤل بين الشعوب العربية في أوقات عجيبة وبدون مقدمات.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/09/2021
2207