+ A
A -
كان في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخوان شقيقان، أحدهما أصلحُ من الآخر، فماتَ الصالحُ أولاً، ثم بعد أربعين يوماً مات الثاني.
فذكرَ الصحابة فضلَ الأول عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم
فقال: ألم يكن الآخر مسلماً؟
قالوا: بلى يا رسول الله
فقال: وما يدريكم ما بلغتْ به صلاته بعده!
إنما مثلُ الصلاة كمثل نهر غمرٍ عذبٍ بباب أحدكم، يقحمُ فيه كل يومٍ خمس مراتٍ، فما ترون ذلكَ يُبقي من دونه؟!
العمر لا يزيدُ المؤمن إلا خيراً، ذلك أنه في سعي دائمٍ إلى الله سبحانه وتعالى، والأيام فُرص وهبات، الصالح يغتنم الفرص ويقبل الهدايا، والطالح يفوت الفرص ويرد الهدايا!
الصالحون الذين سبقوكَ في حياتهم قد تسبقهم بما تبقّى من حياتكَ!
لعلَّ جنتكَ أمامكَ وستدركها.
الربُّ الذي أدخل بغياً الجنة بسقيا كلبٍ وضع في طريقك قلوباً عطشى لكلمة حلوة، فاغتنِمْ!
والربُّ الذي أدخلَ رجلاً الجنة بغصنٍ قطعه عن الطريق كي لا يؤذي المسلمين وضع في طريقك بشرا في حياتهم عثرات، وديون، وأمراض، وأحزان، تؤذيهم، فاجتَهِدْ!
والربُّ الذي أدخلَ الجنة رجلاً ليس له من الخير شيء غير أنه كان ذا مالٍ وكان يأمر غلمانه إذا جاؤوا إلى المدين ليقبضوا منه الدين أن يمهلوه إذا كان معسراً، وأن يخففوا عنه المبلغ إذا كان موسراً، قد وضعَ أمامكَ آلاف المحتاجين، فبادِرْ!
والربُّ الذي أدخلَ الجنة رجلاً عاصياً أمرَ أولاده إذا ماتَ أن يحرقوه وينثروا رماده مع الريح، فأمر سبحانه به فأقامه بين يديه، وسأله عما دفعه لفعل هذا، فقال له: خشيتكَ يا رب! فأمرَ به إلى الجنة!
فما زال في عمركَ أنتَ متسعٌ لتزيد في الطاعة، وتبكي على خطيئتك، فسارِعْ!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
12/09/2021
2288