+ A
A -
من أي مادة قلوبهم فطرت، ومن أي طين أجسادهم جبلت. ومن أي ماء عيونهم أنشئت.. بسمتهم غضبهم وقوفهم جلستهم كانت أسمى من أن توصف بالعزة أو الإباء. كانوا يعلمون أنه سيتم إعادة اعتقالهم آجلا أم عاجلا.. فهم يعلمون أن هذه المنطقة منطقة كر وفر... وفي ختام الكر ستكون الجنة والشهادة لرجال آمنوا بربهم.. منطقة وإن كانت عربية فهي تحت احتلال منذ ثلاثة وسبعين عاما..
اعتقالهم كان متوقعا..
إعادة أسر أربعة من الأبطال الفارين من العدو ليست مدعاة للانكسار، هم فعلوا المستحيل والمفاجئ بينما العدو فعل الممكن والمتوقع.
«هم أهانوه وفضحوه بينما هو لم يفعل أكثر من أسرهم مرة أخرى، والأسر لا منقصة فيه من الأسير فهو سمة من سمات الحروب».
لا حزن ولا انكسار، وغدا سيخرجون مبادلة لأسير صهيوني في صفقة وفاء مشرفة، يخرجون فيها مرفوعي الرأس.
بنفس البسمة التي قابلوا بها إعادة الاعتقال.. هذا العمل البطولي الذي قاموا به رسالة إلى العالم كله أن هناك أسرى محكوم عليهم بمئات السنين بتهم انتماء للمقاومة.. والمقاومة حق مشروع لكل من احتلوا وطنه..
إن هذه المؤسسات الدولية من حقوق إنسان ومنظمات الأسرى مطالبة بحماية حقوق هؤلاء الأسرى من العسف الذي قد يتعرضون له إثر إعادة اعتقال ستة أبطال اتسعت لهم حفرة وضاق بهم الوطن.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/09/2021
2118