+ A
A -
جزاك الله خيرًا، هو تعبير، يقوله الإنسان لمن أدى إليه معروفًا وهو دلالة على الشكر، ويعني أن يثيبك الله خير الثواب على صنيعك معي، نظير خدمتك وفعلك، والدعاء له بأحسن الجزاء، وأن يجزيك الله خيرًا كثيرًا، جاء في الأثر من قال لأخيه «جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا» فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ، قال عمر بن الخطاب: لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه: «جزاك الله خيرا»، لأَكثَرَ منها بعضكم لبعض.
إن الخلق الكريم يقتضي مكافأة من يؤدي إليك معروفاً، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، فقال: (مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونه بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ)، وإحسان المكافأة يعني اختيار ما يدخل الفرح والسرور على قلب صاحب المعروف، فكما أنه أدخل على قلبك الفرح، فينبغي أن تسعى لشكره وتفرحه بالمثل، (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، فإن لم تقدر بالمكافأة، والمساعدة، فلا أقل من الدعاء له، وقد يكون من أسباب سعادته في الدارين، ومن أفضل صيغ الدعاء (جزاك الله خيراً) جملة معتادة على ألسنة السلف والخلف قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه: «جزاك الله خيراً» لأكثر منها بعضكم لبعض، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه، وقالوا: جزاك الله خيرا. فقال: راغب وراهب»، أي راغب فيما عند الله من الثواب والرحمة، وراهب مما عنده من العقوبة، والمكافأة تكون بحسب الحال، من الناس من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر، ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له، ولا يرضى أن تكافئه بمال، فإن الإنسان الوجيه الذي عنده أموال كثيرة، وله مكانته ونفوذه ووزنه في المجتمع، إذا أهدى إليك شيئا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك منقصة في حقه، لكن مثل هذا ادع الله له، (فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى تروا أنكم قد كافأتموه)، ومن ذلك أن تقول له: «جزاك الله خيرا» وزوّجك بكراً، إذا أحببت أن تزيد، أو تقصر إذا أردت السلامة لك وله، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
[email protected]

بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
21/09/2021
2422